تغيير العملات
[woocs]
يعتبر مهرجان الجونة السينمائي أحد أهمّ السجادات الحمراء في العالم العربيّ، والتي يترقّبها المتابعون ونقّاد الموضة، وفي حين تسعى النّجمات إلى إبهارنا ولفت أنظار الجميع دومًا، فإنّ الأمور تأخذ منحىً عكسيًّا بالنسبة للكثيرات في بعض الأحيان، فيصدمننا بفشلٍ ذريع رغم امتلاكهنّ لكلّ المقومات الماديّة و الجماليّة، و يؤرّق المشاهد تساؤلٌ غريب؛ ماذا ستخسرن لو أعطين الخبز للخبّاز و استعنّ بستايلست محترف؟
إليكِ عزيزتي قائمة بأسوأ إطلالات مهرجان الجونة 2021 من الأقلّ سوءًا إلى الأسوأ، فاستمرّي بالقراءة لمشاهدة المطبّات الفادحة التي تعثّرت بها هذه الفنّانات، والتي إيّاكِ أن تستلهمي منها إطلالة مناسبتكِ القادمة!
من اللطيف استيحاء الألوان من الطبيعة و تحديدًا فصل الخريف بألوانه التي تجلب السلام الداخليّ و الهدوء، مع مراعاة حساسيّة تدرّجات هذه الألوان و مدى تناسقها مع البشرة وملائمة التصميم لقوام من سترتديه، وهنا تكمن الهوّة التي وقعت فيها بشرى خلال محاولتها هذا، فكلا فستانيها لم يكونا متدرّجين لونيًّا بشكلٍ راقٍ، عدا عن أنّ اللون لم يناسب بشرتها على الإطلاق، كما أنّ فستان الافتتاح لم يكن ملائمًا لقوامها و جعلها تبدو أقصر، ولا تنتهي المشكلة هنا بل تمتدّ إلى الحذاء الذهبيّ ذو الكعب الأماميّ المفتوح من الأمام الذي لايمتّ بصلة لتدرّجات ألوان الفستان، أما فستان ثالث أيّام المهرجان فكان تصميمه وطريقة تدرّج ألوانه أشبه بشمسيّة شاطئيّة، و السيّء في الأمر أنّها احتفظت بالحذاء في الإطلالتين.
تعتمد بعض الفنّانات حول العالم السجّادة الحمراء لإرسال رسائل معيّنة عبر إطلالاتٍ غريبة خارجة عن المألوف ولافتة للغاية، لكن يبدو أنّ مايا قد فهمت مصطلح لفت الأنظار بشكلٍ خاطئ، فهي تصرّ على الظهور بأكبر قدرٍ ممكن من الغرابة لتصبح حديث الجميع دون رسالةٍ واضحة، فتبتعد عن مفهوم الأناقة دون أن تقصد، حيث أنّ هذا الفستان بحدّ ذاته يبدو على قوامها الجذّاب وبشرتها كتحفةٍ فنيّة وكان بإمكانها الاكتفاء بتلك الجزمة الطويلة للمسة عصريّة، لكنّ قبّعهتا العملاقة وقفّازيها الجلديّين جعلاها تبدو قادمةً من عرضٍ لألعاب الخفّة أو مسرحيّة أطفالٍ تلعب فيها دورًا شرّيرًا في أحسن الأحوال.
من كلاسيكيّات ملابس المناسبات الألوان البرّاقة و المعدنيّة التي تمنح مرتديها تألّقًا خاصًّا وإطلالةً لافتةً للأنظار، لكن من مساوئها أنّ سوء تنسيقٍ بسيطًا أو اختيارًا خاطئًا للمقاس أو القماش من شأنه أن يحوّل الطلّة إلى كارثةٍ بصريّة حقيقيّة، و هذا ما حصل مع أروى التي اختارت فستانًا لامعًا من الأعلى إلى الأسفل ذو قماشٍ و خياطةٍ رديئة، مع شريطٍ مخمليٍّ أسود في الجزء العُلويّ، فبدا فستانها أشبه بقميصِ نومٍ سيّء الجودة، ومن الأشياء غير المفهومة في الإطلالة البطانة البيضاء غير المبرّرة و الظاهرة للعين، وقد زاد ماكياجها الباهت وتسريحة شعرها العشوائيّة التي تصلح للسوبر ماركت في أحسن الأحوال من وقع الكارثة البصريّة سوءًا.
إنّ الفتحات من أكثر صيحات الموضة الرّائجة لهذا الموسم لكن بطريقةٍ متناغمة بعيدة عن الابتذال، وحتّى لو قمنا بالتّغاضي عن الفتحات المبتذلة لفستان دينا الشربيني في الافتتاح لأنّ لونهُ كان رائعًا على بشرتها السّمراء، فلا يمكن التّغاضي عن فستان البحر غريب الأطوار في ثالث أيّامه، فكثرة ألوانه وطبعاته لا تسمح بتصميم مليء بالفتحات غير المتناغمة والالتفاتات كهذا على الإطلاق، من المؤسف أنّ تضيع دينا قوامها الممشوق وبشرتها السمراء الجذّابة وسط هذا القماش العشوائي والألوان التي تذكّر بعطلات الشّاطئ وكليبات أغاني الألفينات.
من الجميل أحيانًا إدخال الألوان المبهجة إلى عالم الفساتين الراقية، و التجدّد بالابتعاد عن كلاسيكيّات الألوان الغامقة، و يبدو أنّ هذا ما حاولت ليلى علوي فعله في إطلالتها ثالث أيام المهرجان، لكنّها ابتعدت عن هذا المسار تمامًا ، فبغضّ النظر عن اللون غير المناسب لبشرتها، وتصميم فستانها القديم للغاية، لقد زاد الدانتيل الملون في منطقة الصدر من كثافة الغبار المتناثر من المظهر ككلّ، و بدلًا من البهجة والتجدّد وجدنا أنفسنا أمام إطلالة مليئة بالتفاصيل غير المتناغمة بكلّ عناصرها، من تصميم الفستان إلى تنسيق الحقيبة والاكسسوار وحتّى الشعر و الماكياج غير الموفّقين.
من المعروف أنّ معظم فساتين السواريه و المناسبات تكون مكشوفة قليلًا، و هذا جزء من رونقها وجاذبيّتها، بشرط ألّا يزيد عن حدّه فيتحوّل إلى إطلالةٍ مبتذلة، خصوصًا في مناسبات العالم العربيّ، و هذا تمامًا ما حصل مع نجلاء بدر، التي أخذت مخاطرةً يبدو أنّها ندمت عليها بسبب كمّ التعليقات السلبيّة والانتقادات التي تعرّضت لها، وهو أمرً متوقّع عندما تحاولين تقليد الغرب بطريقةٍ خاطئة، لتُثبت لنا فكرة أنّ الخيارات الكلاسيكيّة الآمنة أحيانًا تكون أفضل من خوض مغامراتٍ غير معروفة المصير، حيث كان بإمكانها اعتماد نفس الفستان دون الجزء اليمينيّ المفتوح بشكلٍ مبتذل و برقعةٍ غير مفهومة والحفاظ على إطلالةٍ كلاسيكيّة لكن راقية، بالإضافة إلى أنّ بذل مزيدٍ من الجهد للتألّق عبر التنسيق والشعر والماكياج كان من شأنه نقل الطلّة إلى مستوىً آخر.
كثيرًا ما يستلهم المصممون و الفنانون أفكارهم من البيئة المحيطة بهم فتنعكسُ على شكل فساتين خلّابة تخطف الأنفاس، لكن لا يمكننا قول هذا عن إطلالتي الفنّانة القديرة إلهام شاهين اللتين استوحتهما من أثاث منزلها على ما يبدو، فسواء نظرنا إلى الألوان و الطبعات الكثيرة المتداخلة دون تناسق أو إلى التنسيق الذي لم يظهر فيه الإهتمام، فإنّ ما سنراه لا يليق بقامة إلهام الفنيّة ولا بسنّها أو قوامها بطبيعة الحال، من الفستانين المليئين بالنقشات غير المتناسقة حتى الحقيبة الكاجوال والميداليّة التي لم تكلّف نفسها عناء تبديلها و إلى المكياج الثقيل الذي يشبه لوك أمّ العريس، فبإمكاننا وصف الإطلالتين بغير الموفّقتين أو المناسبتين لستائر المطبخ حيث تنتميان.
اختارت الفنانة بوسي شلبي فستانًا ذهبيًّا قصيرًا برّاقًا للغاية ذو تصميم قديم بخصرٍ منخفض غير مناسب لقوامها وشرائط لامعة بشكلٍ مبالغٍ فيه بالنسبة لمهرجانٍ من هذا النّوع، وقد نسّقته مع حذاءٍ فضّي، ما لم يكن خيارًا موفّقًا على الإطلاق، ولم تزد الحقيبة السوداء السبور شيك من الإطلالة إلّا سوءًا، فبينما بدا شعرُ بوسي جذّابًا ووجهها منتعشًا ومفعمًا بالحيويّة، لا يمكننا قول نفس الشيء عن الإطلالة بالمجمل.
إنّ شذى حسّون ليست من الفنّانات كثيرات الإطلالات، لذا عندما تفعل فلا بدّ من مجهودٍ مُضاعف و اهتمامٍ بالتفاصيل، للحرص على ترك انطباعٍ إيجابيّ، وهذا ما أساءت فهمهُ خلال افتتاح مهرجان الجونة، فبالإضافة إلى خيارها غير الموفّق لتصميم الفُستان وألوانه الغريبة، تمكّنت بشكلٍ مفاجئ من زيادته سوءًا بتبطينه بطريقةٍ غير مناسبة لطوله وألوانه، فبدت كأن والدها أوقفها على الباب ولم يسمح لها بالخروج بفستانٍ كهذا فاضطرّت إلى ارتداءِ بطانة جدّتها أسفله لتفوز بجائزة رقم 1 في أسوأ إطلالات مهرجان الجونة 2021، و تزيد الطين بلة بتنسيقٍ بعيدٍ عن الإطلالة وألوانها من الحقيبة إلى الحذاء و المجوهرات، أمّا المكياج فهو النّاجي الوحيد حيث كان الشيء الوحيد الهادئ و الملائم في الإطلالة.
لا يختلف أحدٌ حول فكرة أنّ الأذواق ومفهوم الجمال والأناقة يتفاوت من شخصٍ لآخر، لكنّ هنالك ثوابت عامّة تنقل الإطلالة من حيّز المقبول إلى مظهرٍ كارثيٍّ للغاية، ومن المهمّ بالنسبة للنجمات وخصوصًا في مهرجاناتٍ و مناسباتٍ كهذه إدراك واتّباع هذه الثوابت، لتجنّب ألسنة النقّاد اللاذعة وعكسِ ذوقها وشخصيّتها بانطباعٍ راقٍ وجذّاب يجنّبها تصدّر قوائم تحمل مسمّيات كأسوأ إطلالات مهرجان الجونة 2021، أمّا إذا كانت غير مهتمّةٍ بعالم الموضة أو غير متفرّغةٍ لمتابعته ومتردّدةً حول إطلالاتها، فلا ضير بالحصول على المساعدة اللازمة، لأنّ المظهر الخارجيّ شئنا أم أبينا جزءٌ مهمّ من شخصيّة النّجمات وانطباع الجمهور عنهنّ.
I love that you have this sarcastic yet respectful way of writing. such an enjoyable piece