مجموعة إيلي صعب 2021.. فجر جديد
مختارات من متجر شيك هانم - تسوقي الآن
مع نهاية سنة مضطربة في العالم عمومًا وفي لبنان مسقط رأس المصمم العالمي إيلي صعب خصوصًا، وُلِدت صوفيا؛ حفيدته، وأصبح إيلي صعب جدًّا.
كما عزّزت سنة الوباء الكارثية و فاجعة انفجار بيروت لدى الجميع شعورًا بقيمة الحياة كنتيجةٍ حتميّةٍ لاقتراب الموت، مما جعل إيلي صعب يتطلّع نحو غدٍ مشرقٍ وخصوصًا مع ولادة حفيدتهِ، وقد انعكست هذه التطلُّعات على أفكاره وتصاميمه بوصفه فنّانًا يحاكي الواقع، وهذا ما سنراه في مجموعتهِ لربيع و صيف 2021 والتي حملت عنوان “فجر جديد”.
نحو غدٍ أفضل وأكثر جمالًا:
دُمّر مشغل و منزل صعب في الانفجار، منزله الذي يعود إلى أوائل القرن العشرين، ويُعدّ أحد الأمثلة القليلة للهندسة المعمارية التقليدية المتبقّية في بيروت بعد الحرب الأهلية وتحوّل إلى أنقاض، وأيضًا تحطّم المشغل بالكامل.
لكنّ عمليّة الترميم والعودة إلى العمل في مشغل الأزياء الراقية الذي يضمّ فريق عملٍ من مئتي شخص لم تستغرق أكثر من خمسة عشر يومًا من العمل الدؤوب.
فقد بذل فريق العمل الكثير من الجهود ليلًا ونهارًا، متطلّعين إلى الأمام، وساعينَ نحو غدٍ أفضل وأكثر جمالًا و سلامًا، ممثّلين العقليّة المتفائلة للشعب اللبنانيّ.
مجموعة ربيع صيف 2021، آليّة العرض، أنماط وألوان:
بدلًا من عرضٍ تقليدي على مدارج باريس، اختار ايلي صعب تصوير مجموعتهِ في فيلمٍ غامضٍ خاطفٍ للأنفاس يعتمد على عناصر و طقوس الاحتفال بالحياة، تمّ تصويره في جبال لبنان، و كان مليئًا بالرقص و الحركة و الفساتين المزخرفة و المرصّعة، وسط المناظر الطبيعيّة الخلّابة التي تفوحُ في أرجائها رائحة الحُريّة والألوان، وجرى عرضُهُ في أسبوع الموضة في باريس.
تمّ تصوير المجموعة على شكل سلسلةٍ من الأنماط والألوان؛ اللون الوردي من الجهنميّة، والأخضر المستوحى من الأوراق الجميلة، والكثير من الأبيض لأننا نحلم بالسلام والصفاء، وأيضًا الأحمر بلون الدم تكريمًا لأولئك الذين فقدناهم.
كانت مجموعةً مفعمةً بحيويّة العُشب الأخضر والأصفر الفاتح للسنابل اليانعة والوردي الفوشيا لأزهار الربيع.
شاهدنا فساتين مذهلةً قصيرة الأكمام ومطرّزةً بالزهور من التول مع خصرٍ محدد لإبراز القوام بشكلٍ مثاليّ.
خطفت الإطلالات البيضاء بالكامل الأنظار ببساطتها و حيويّتها؛ فشاهدنا فستانًا بدون حمّالاتٍ محاطًا بالريش لإطلالةٍ مدهشةٍ، وآخر من الدّانتيل والكروشيه الأنيق و البسيط في وقتٍ واحد، بأكمامٍ قصيرة، طويل حتّى الأرض لإطلالةٍ توحي بالإتصال بالتربة.
كما بدا القميص الأبيض الكلاسيكي الأنيق بأكمامٍ منفوخةٍ مشدودةٍ رائعًا فوق تنورةٍ عريضةٍ بحزامٍ أسود، لإطلالةٍ خالدةٍ، وكذلك رأينا زوجًا من الفساتين الخياليّة المكسوّة بالترتر الذهبي الوردي.
لدى إيلي صعب أسلوبه الخاص عندما يتعلّق الأمر بالبذلات، وكان هناك الكثير مما يعجب أيّ سيّدةٍ أنيقةٍ ضمن مجموعته، بما في ذلك بذلة التول الأسود الشفاف مع زخرفةٍ متقاطعةٍ والتي توحي بأجواءٍ هوليوديّة، كما رأينا بذلةً ببنطلونٍ باللون الأزرق الباهت مع تطريزاتٍ ورديةٍ ساحرةٍ.
القسم المفضّل لدى إيلي صعب هو القسم الفيروزي الذي يتألف من ثوبٍ إغريقي يذكرنا بالأسلوب الذي ترتديه غريس كيلي في To Catch a Thief، بالإضافة إلى سلسلةٍ من الأنماط الشفافة المزيّنة بالخرز والمُحدّدة بحزامٍ عند الخصر.
احتوت المجموعة على الكثير من الريش، والأزهار المطرّزة و المنقوشة، و مزيجًا بين الخطوط والألوان، كما تميّزت بالاكسسوار الذهبيّ المتنوّع بين السلاسل والقلائد والأساور، بالإضافة إلى بعض أنماط الأحذية المفتوحة المريحة.
كان الظهور الوحيد للملابس اليوميّة، عبارةٌ عن مجموعةٍ من حقائب اليد والكتف، بما في ذلك الحقائب الكبيرة ذات الألوان المبهجة.
صناعة الأزياء في لبنان تتحدى الصعوبات
في عامٍ مليءٍ بالتحديات عالميًّا، شهد لبنان أكثر من نصيبه العادل من الصعوبات.
أدّى الأنفجار في ميناء بيروت الرئيسي في 4 أغسطس إلى مقتل 200 شخص وإصابة 6000 آخرين ودمّر الأحياء والشّركات التي تعاني مسبقًا من الصعوبات بسبب تفشي فيروس كورونا.
ولكن رغم جميع الأزمات السياسية والاقتصادية المتصاعدة والظروف الصعبة التي يعاني منها لبنان، تستمر صناعة الأزياء بالتقدم والتطور.
وعلى الرغم من أنّ الميل للاحتفال تقلّص هذا العام بفعل الوباء، وبالتالي كان لهُ تأثيرًا على عمل العديد من المصممّين وخاصّةً إيلي صعب (بوصفه المصمّم المفضّل للعرائس اللبنانيات المميّزات)، إلّا انّ الحياة تستمرّ على حدّ تعبيره.
عبر ايلي صعب عن رأيه في الموضة الحالية ونظرته للمستقبل قائلًا: “إن الموضة الحالية للأزياء تميل إلى الملابس الفاخرة والمريحة أكثر من الملابس المُرهِقة والأحذية ذات الكعب العالي، وعلى الرغم من أنها فترةٌ حرجةٌ ولدينا الكثير من الصعوبات لكننا نجد الوقت دائمًا للسعادة والاحتفال بالحياة.