تغيير العملات
[woocs]
يمكن تعريف فستان السهرة بأنه نمطٌ من الملابس تحدده اتجاهات الموضة ليتم ارتداؤه في المساء، وبغض النظر عن تاريخ فساتين السهرة فإن فستان السهرة يرتبط بشكلٍ وثيقٍ بجسم المرأة، فهو يُظهر جمالها وأناقتها وأنوثتها، حيث تتميز فساتين السهرة بالقبّات المفتوحة والقصات الضيقة والأذرع المكشوفة والتنانير القصيرة.
أما الأقمشة التي تُصنع منها فهي تتنوع من اللامعة إلى غير العاكسة ذات الملمس الناعم أو الخشن، وبغض النظر عن جميع المعلومات السابقة فإن فستان السهرة يُصمم بطريقةٍ تُركز على تفاصيل جسم المرأة لتُبرز مفاتنها وتخفي العيوب.
وبالإضافة للقصات المميزة لفساتين السهرة فقد لعبت الملابس الداخلية دورًا هامًا في إعادة تشكيل جسم المرأة بالطريقة الأجمل، بدءًا من الكورسيهات و التنانير الداخلية في القرن التاسع عشر، إلى الجوارب الضيقة في القرن الواحد والعشرين.
على الرغم من أن فساتين السهرة موجودةٌ منذ القِدم، إلا أن هناك إجماعٌ عامٌ بين مؤرخي اللباس على أنها تَجسدت بشكلٍ مستقلٍ بين أنواع الملابس في عشرينات القرن التاسع عشر، وربما لم يكن من قبيل الصدفة أن يَظهر هذا النوع من الملابس في نفس الفترة التي ظهرت فيها الحركة الرومانسية في الثقافة الأوروبية والأميركية، كما لعبت عوامل أخرى دورًا كبيرًا في ظهور هذا النمط المستقل من الملابس كازدهار صناعة النسيج والملابس الجاهزة، ومجلات الموضة التي حققت شعبيةً كبيرةً بين النساء في أمريكا وأوروبا في نفس الحقبة.
شهدت الثمانون عامًا الأخيرة من القرن التاسع عشر تطورًا كبيرًا لأزياء النساء، وقد ظهرت فساتين السهرة بهويةٍ واضحةٍ في تلك الفترة، حيث تميزت بالأقمشة الفخمة كالساتان، والقصات ذات القبة المفتوحة والأكمام المنفوخة، أما تنورتها فقد تميزت بكثرة الطبقات واستخدام الزينة والزخارف مثل الورود الصناعية والأشرطة الملونة والدانتيل، كما لاحظنا أن فساتين السهرة كانت طويلةً في هذه الحقبة.
شهدت السنوات الأولى من القرن العشرين تقدمًا كبيرًا في أزياء النساء، ولا شك أن فساتين السهرة من أهم أنواع الملابس التي جسدت هذا التقدم، ومن السمات المميزة لفساتين السهرة في تلك الحقبة القبات المفتوحة والأكمام القصيرة أو التي تقتصر على حمّالاتٍ ناعمةٍ على الكتف فقط، وقد اختلفت الأقمشة التي كانت تُصنع منها فساتين السهرة بين الساتان والمخمل الفاخر والتفتا وغيرها، وقد تم تزيينها بالخرز والتطريز والدانتيل.
أما قصات الفساتين في تلك الفترة فقد تنوعت بين الفساتين الامبراطورية في بداية القرن العشرين إلى فستان الزعنفة وغيرها من القصات التي اعُتبرت عصريةً وقتها، وعلى الرغم من التطور الذي شهدته فساتين السهرة إلا أنها حافظت على الطول حتى الكاحل، ولكنها كانت تُصمم بظهرٍ مفتوحٍ أو بفتحاتٍ جانبيةٍ طويلةٍ.
شهدت أواخر الأربعينيات وحتى بداية الستينيات من القرن الماضي شكلًا واضحًا لفساتين السهرة، فقد تميزت بقصاتٍ دون حمالات وتنانير ضيقةٍ أو واسعةٍ بطولٍ حتى الأرض.
وبحلول الستينيات ظهرت مجموعةٌ جديدةٌ من فساتين السهرة تميزت بتنانيرها القصيرة وأقمشتها المعدنية أو المنقوشة، وكانت تُزين بالترتر أو الخرز أو القطع البلاستيكية.
أما نهاية الستينيات فقد شهدت عودة فساتين السهرة الطويلة للظهور، كما أصبحت البناطيل التي يتم تنسيقها مع جزءٍ علوي مناسب من الخيارات المتاحة.
وفي منتصف السبعينيات كان فستان السهرة الطويل المصنوع من أقمشةٍ ناعمةٍ هو العصري.
أما في الثمانينيات فقد شاهدنا فساتين السهرة بألوانٍ زاهيةٍ وأقمشةٍ براقةٍ كما شاهدناها بتنانير قصيرةٍ ومنفوخةٍ
وبحلول نهاية الثمانينيات أصبحت فساتين السهرة قصيرةً ومصنوعةً من أقمشةٍ مرنةٍ تعانق الجسم، كما أنها كانت بلا حمالات.
وفي أوائل التسعينيات أصبحت فساتين السهرة تُصنع من أقمشة الكريب الناعمة، وبحلول منتصف التسعينيات ظهرت فساتين السهرة القصيرة وكان اللون الأسود هو السائد وقتها.
مع بداية القرن الواحد والعشرين، لم يقتصر ارتداء فساتين السهرة على المناسبات الرسمية، بل أصبحت السيدة ترتديها في مناسباتٍ مختلفةٍ مثل حفلات التخرج وحفلات جمع التبرعات والمسابقات.
وتختلف أثواب النساء المخصصة للسهرات كثيرًا من حيث القصات والألوان والأقمشة التي تُصنع منها، ولكن وعلى الرغم من كثرة وتنوع الخيارات والقصات المتاحة أمام السيدة المعاصرة لكن يبقى هناك سماتٌ عامةٌ لها كالقبة المفتوحة والصدر الضيق، والأذرع المكشوفة، والتنانير الفخمة، التي تلفت الانتباه إلى جسم السيدة، و تبرز جمالها وأناقتها.
بقراءةٍ بسيطةٍ لِما سبق نلاحظ تطور فساتين السهرة مع الزمن، لتعكس لنا سمات الحقبة التي كانت سائدةً فيها، كما نلاحظ وجود سماتٍ عامةٍ لفساتين السهرة حافظت عليها منذ القدم منها إبراز مواطن جمال جسم السيدة وتعزيز أنوثتها وجاذبيتها.