تغيير العملات
[woocs]
تختلف نظرة الأفراد والمجتمعات للجمال، فما يراه أحدنا جميلًا قد يراه الآخر غير جميل، ولكن بشكلٍ عام هناك معايير اتفق البعض على أن تكون هي معايير الجمال في مجتمعهم وعصرهم، وقد تغيرت هذه المعايير لمراتٍ لا تُحصى عبر التاريخ.
قد يسأل البعض ما هو الجمال؟ هل يمكن وصفه؟ هل يمكن للناس الاتفاق عليه أم أنها معايير شخصية؟ هل يتعلق مفهومنا عن الجمال بالطبيعة أم المجتمع؟
يستمر الناس في طرح هذه الأسئلة على أنفسهم منذ أقدم العصور، وجميع هذه التساؤلات قد تقود الكثيرين إلى الإحباط، ولكن من خلال النظر إلى الماضي، يمكننا أن نرى أنه في مرحلةٍ ما كان الجميع تقريبًا يُعتبرون مثاليين.
في هذا المقال سنأخذك سيدتي في رحلةٍ عبر التاريخ للتعرف على متغيرات معايير الجمال منذ القدم.
غالبًا ما تُصوَر النساء في الفن المصري بخصرٍ نحيلٍ وأردافٍ ضيقةٍ وصدرٍ مرتفعٍ، بالإضافة للشعر الأسود والبشرة الذهبية، وقد وضع الرجال والنساء على حدٍ سواء الكحل الأسود الثقيل الذي كان يُضاعف للحماية من أشعة الشمس.
كان الشعر الطويل يُعتبر من أهم صفات الجمال في تلك الفترة في اليابان، لذلك فقد حرصت سيدات البلاط على إطالة شعرهن قدر الإمكان، كما حلقن حواجبهن وقمن برسم حواجب عالية وسميكة، وقد تضمنت معايير الجمال البشرة الشاحبة والخدود الوردية والشفاه الصغيرة، ولأنهم قاموا برسم وجوههن باللون الأبيض فقد بدت أسنانهن باهتةً لذلك قمن بطلائها باللون الأسود.
كان الجمال في تلك الحقبة في إيطاليا يرتبط بالفضيلة، حيث اعتبُرت المرأة الجميلة امرأة فاضلة.
و من أهم علامات الجمال في تلك الفترة، الجسم الممتلئ والمعدة البارزة، بالإضافة للشعر الأشقر المجعد والجبهة العالية.
كان الوجه البيضاوي من أهم مقاييس الجمال في تلك الفترة، بالإضافة للخدود الوردية والشعر الطويل المجعد، كما أن الشعر المستعار كان سائدًا في تلك الحقبة في فرنسا.
ولتغطية الندبات التي تركها مرض الجدري على الوجوه ارتدت النساء والرجال على حدٍ سواء رقعًا من القماش باللون الأسود لإخفاء الندوب.
أهم ما كان يميز جميلات العصر الإدواردي الشعر المجعد والجسم بشكل الساعة الرملية، لذلك ارتدت النساء الكورسيهات لنحت منطقة الخصر، وقد اعتُبر كاحل المرأة مثيرًا في تلك الفترة.
شهدت تلك المرحلة بداية تحرر المرأة وساد الشكل الأقرب للصبيان المتسم بالشعر القصير والبنية الرياضية، ربما اعتُبر ذلك كرد فعلٍ على العصر الفكتوري ، لذلك بدأت النساء في تلك الفترة بارتداء الأثواب القصيرة وقص شعرهن.
بفضل الأضواء الكهربائية والمرايا المضيئة شهدت هذه الحقبة تزايد قلق النساء حول البشرة الصافية والأسنان البيضاء، لذلك بدأت النساء بشراء منتجات التجميل، وفي حين تخلت النساء عن الكورسيهات فقد لجأت الكثيرات إلى ارتداء أنواعٍ مختلفةٍ من الملابس الداخلية للحصول على الخصر المنحوت.
شهدت هذه الحقبة عودة قصات الشعر القصيرة إلى الواجهة، كما اعتُبرت العيون الكبيرة مع الرموش الكثيفة من أهم المعايير التي ميزت الجميلات في هذا العصر.
أكثر ما كان يميز الجمال في تلك الفترة هو الشعر الكثيف والوجه المنحوت، ففي ثمانينيات القرن الماضي بدأت النساء باستخدام الكونتور بشكلٍ واسعٍ لتحديد وجوههن.
مع الانفتاح الكبير الذي شهده العالم في بداية القرن الحالي، شهدنا توسعًا كبيرًا في مقاييس الجمال أيضًا، ولكن لا يزال هناك إجماعٌ على بعض الثوابت كالبشرة الصافية والشعر الصحي والقوام المنحوت، وقد لعبت النجمات وأيقونات الموضة في العصر الحديث دورًا كبيرًا في تحديد معايير الجمال، ومع الأسف لجأت الكثير من السيدات إلى إجراء عمليات التجميل للحصول على مظهرٍ مماثلٍ لهن.
بغض النظر عن معايير الجمال السائدة في كل عصرٍ من العصور، عليكِ سيدتي أن تكوني واثقةً من نفسك وأن تعلمي أن جميع السيدات جميلات.