الملاكمة: رياضة ممتازة لحرق الدهون والدفاع عن النفس
تتعرض الكثير من السيدات في مختلف بقاع الأرض إلى حالاتِ اعتداءٍ مختلفةٍ تتركهن أمام حربٍ لم تكن يوماً منصفةً، لكن هذا ليس أمراً محتوماً، يمكنك اليوم القتال للدفاع عن الكثير من الضحايا المستقبليات، كما تدافعين عن نفسك.
مختارات من متجر شيك هانم - تسوقي الآن
بدأت الملاكمة كرياضةٍ أولمبيةٍ ظهرت للمرة الأولى في الألف الثالث قبل الميلاد، إلا أنها كانت صورةً بسيطةً للملاكمين مع رباطٍ داعمٍ للمعصمين، كانت هذه الرياضة في بدايتها تهدف إلى إمتاع الجمهور بشكلٍ أساسي، لكنها تطورت بالشكل الكافي لتكشف عن معلومات وفوائد كثيرةٍ للملاكمة، كما لم تَعد هذه الرياضة تقتصر على اللاعبين الذكور، بل أصبحت رياضةً للسيدات أيضًا.
لا يقتصر تعريف رياضة الملاكمة على مواجهة الخصمين، بل تحتاج هذه الرياضة إلى حدٍ عالٍ من اللياقة والقوة مما يفرض مجموعةً من التمارين المرافقة التي تعمل على رفع مستوى الصحة الجسدية والعقلية.
الملاكمة والجسد
تُعتبر الملاكمة من التمارين عالية الشدة، التي تفرض على الجسد بذل جهدٍ كبيرٍ أثناء التمرين، كما تتنوع تدريبات الملاكمة بشكلٍ كافٍ لتحقيق أهداف الرياضة الخمسة الأساسية، حيث تحتاج الملاكمة للياقة والمرونة العالية، مما يفرض مجموعةً من التمرينات التي تسمح لكِ برفع لياقة الجسم العامة.
كما تعمل التمرينات التي تعتمد القتال المباشر على رفع مستويات القوة والسرعة والتوازن، حيث تحتاج اللاعبة قبضةً قويةً وحركةً سريعةً ومتقنةً ورد فعلٍ سريعٍ، تمكنك هذه الرياضة من تنمية كل عنصرٍ من هذه العناصر أثناء التمرين، كما تتضمن تدريبات الملاكمة أيضاً بعض تمارين الجهد العالي التي تعمل على رفع مستوى التحمل.
بمعنى آخر، تساعدك الملاكمة على امتلاك جسمٍ رشيقٍ وقوي وتقنياتٍ قتاليةٍ ممتازةٍ ونشاطٍ عالٍ، ستساعدك هذه الرياضة في الحفاظ على جسمٍ شابٍ خالٍ من الأمراض ومليءٍ بالحيوية، ليس هذا فحسب، بل أثبت العلم أن لممارسة الملاكمة مجموعةٌ من الفوائد الصحية أهمها:
- تقوية الجهاز القلبي الوعائي: تعتبر الملاكمة طريقةً رائعةً للحفاظ على صحة الجهاز القلبي الوعائي، حيث أن التمارين متوسطة وعالية الشدة تساعد على رفع عتبة جهد القلب والرئتين وتقوم بتنشيط الدورة الدموية، مما يعني وقايةً أكبر من أمراض القلب.
- تقوية الجهاز المناعي: تعمل الرياضة عموماً على تقوية المناعة، لكن للملاكمة تأثيرٌ خاص، حيث تعمل هذه الرياضة على تقوية المناعة بعدة طرق، منها تنشيط الدورة الدموية مما يسمح بانتشار الخلايا المسؤولة عن مقاومة الأمراض على نطاقٍ أوسع، ورفع حرارة الجسم أثناء التمرين مما يجعل الجسم بيئةً غير مناسبةٍ لنمو الجراثيم، وتحسين عمل الرئتين الذي يساعد على نبذ البكتيريا الضارة عن طريق التنفس.
- تقوية الجسم كاملاً: على عكس ما يعتقده الناس، تعتمد الملاكمة على عضلات الجسم كاملاً، فيجب أن تقوي كل عضلات الجسم بما فيها عضلات الأرجل والمعدة والظهر، بالإضافة إلى تقوية الأجهزة الداخلية للجسم، وهذا بالطبع ينعكس على حياتك اليومية حيث ستلاحظين تغيراً كبيراً في قدراتك على أداء المهام اليومية.
- تنسيق حركي عال: يتخذ الجسم مجموعةً من ردود الأفعال الدفاعية أثناء التعرض لحدثٍ مفاجئ، وتختلف ردود الأفعال هذه من شخصٍ لآخر. قد يتمنى البعض أن يمتلكوا القدرة على التحكم بردود أفعالهم، لحسن الحظ، بعد ممارسة الملاكمة لفترةٍ قصيرةٍ، ستلاحظين قدرةً أكبر على التنسيق بين ما تشعر به الحواس وما يرسله الدماغ من أوامر، أي تنسيق ردود أفعالٍ إراديةٍ للحظات غير المتوقعة.
- حرق الدهون: مع اتباع الحمية الغذائية المناسبة، ستساعدك الملاكمة على حرق الدهون الزائدة والحفاظ على الوزن المناسب، حيث أثبتت الدراسات أن لاعبي الملاكمة المحترفين والهواة يتمتعون بكتلةٍ عضليةٍ أكبر وكتلةٍ دهنيةٍ أقل، وتُصنف الملاكمة على أنها تمرين أيروبيك يساعد على حرق 372 سعرةٍ حراريةٍ خلال 30 دقيقةً من التمرين للأشخاص الذين يزنون 70 كيلوغراماً.
هناك العديد من الفوائد لممارسة الملاكمة، لا تقتصر هذه الفوائد على الصحة الجسدية بل تؤثر أيضًا بشكلٍ ايجابي على الصحة النفسية.
الملاكمة والصحة النفسية
نعاني بشكلٍ دائمٍ من الضغط والإرهاق، وغالباً ما نسعى إلى طرقٍ غير صحيةٍ للترويح عن النفس، لكن يمكننا إيجاد بدائل صحيةً تساعدنا في الحفاظ على صحتنا النفسية والجسدية والاستمتاع بوقتنا، بالطبع تُشكل الملاكمة خياراً ممتازاً، حيث يقدم لك تمرين الملاكمة متعةً لا منتهيةً، بالإضافة إلى أن هذا التمرين يقدم مجموعةً كبيرةً من الفوائد أهمها:
- تقليل معدلات الاكتئاب والتوتر: يقوم تمرين الملاكمة برفع مستويات الأندروفين في الجسم، وهي الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالسعادة، وبالرغم من أن التمارين الرياضية عموماً تقوم بهذا الدور، إلا أن مجموعة الفوائد التي تقدمها لك رياضة الملاكمة ستجعلها فرصةً ممتازةً لرفع اللياقة والشعور بالسعادة والراحة وتقليل معدلات الاكتئاب والتوتر والقلق.
- النوم العميق: يقوم التمرين المنتظم بضبط عدد ساعات النوم وتحسين جودته، لكن الملاكمة تعمل بشكلٍ خاص على إجهاد القلب والرئتين بشكلٍ أكبر، مما يفرض على الجسم حاجةً أكبر للنوم العميق بعد التمرين.
- الثقة بالنفس: بعد ممارسة الملاكمة لفترةٍ من الزمن، ستلاحظين تغيرات كبيرة في طريقة التفكير والقدرة في التعبير عن النفس، كما ستساعدك الملاكمة على تقبل الصفات الإيجابية وتطويرها، وتغيير العادات والصفات السلبية. تخلق الملاكمة توازناً نفسياً قائماً على راحتك النفسية والجسدية وتكوين بيئةٍ محيطةٍ مناسبةٍ لك.
- تكوين محيط اجتماعي مناسب: تحتاج الملاكمة نوعًا من التعاون والتنافس، مما يتيح المجال لتكوين صداقاتٍ تسعى لتقديم دعمٍ نفسي في بيئةٍ تنافسيةٍ، مع الاستمتاع خلال أوقات التمرين.
تقوم الملاكمة على تكوين بيئةٍ مناسبةٍ لتفريغ الطاقات السلبية المتراكمة من العمل والإجهاد خلال الحياة اليومية، كما تعمل على دعمك نفسياً لتسهيل اتخاذ القرار ومواجهة الضغوط والمشاكل اليومية.
يمكنك دائماً البدء بممارسة الملاكمة، مع التدريب الصحيح والحمية الغذائية المناسبة وبعد أشهرٍ قليلةٍ ستبدأين بملاحظة التغيرات.
بداية جديدة
بعد أن تم تشخيص حالتها بالشلل الرعاشي، قامت الجدة نانسي فاندرستريتن ببدء ممارسة الملاكمة في عمر 75 عاماً، قاومت هذه السيدة مرضاً بشعاً أنهى حياة الكثيرين، لكن يبدو أن الاستسلام لم يكن خيارها، كما كان الأمر بالنسبة للكثير من السيدات اللواتي قاومن بشاعة المعتدين والمتحرشين، وتبريرات المجتمع والقضاء لهذه الحالات في عددٍ كبيرٍ من بلدان هذا الكوكب.
تتعرض الكثير من السيدات في مختلف بقاع الأرض إلى حالاتِ اعتداءٍ مختلفةٍ تتركهن أمام حربٍ لم تكن يوماً منصفةً، لكن هذا ليس أمراً محتوماً، يمكنك اليوم القتال للدفاع عن الكثير من الضحايا المستقبليات، كما تدافعين عن نفسك.
يمكنك حالاً البدء بممارسة رياضة الملاكمة لبناء صحتك النفسية والجسدية، مع تكوين بيئةٍ اجتماعيةٍ سليمةٍ ومناسبةٍ لك ولغيرك من السيدات اللاتي يعانين بصمتٍ من مدمرٍ يومياً، ستتمكنين من إحداث الفرق، لكن كل ما تحتاجينه هو التقدم نحو خطوتك الأولى لبدايةٍ جديدةٍ.