تغيير العملات
[woocs]
بتصاميمها العصرية و المبتكرة خلدت كوكو شانيل اسمها بين ألمع المصممين الذين مروا في عالم الموضة والأزياء، وقد أصبحت هي نفسها أيقونةً للموضة حيث اشتُهرت بملابسها البسيطة والمتطورة التي كانت تقوم بتنسيقها مع اكسسواراتٍ مميزةٍ كأطواق اللؤلؤ متعددة الطبقات مثلًا.
ولدت غابريلا شانيل في 13 آب عام 1883 في مدينة سومور في فرنسا، وقد وضعها والدها الذي كان يعمل بائعًا متجولًا في ملجأ للأيتام عندما بلغت الثانية عشر من عمرها وذلك بعد وفاة والدتها.
ترعرعت شانيل على يدي الراهبات في ذلك الملجأ، حيث قامت الراهبات بتعليمها فن الخياطة وهو ما كان له أثرًا كبيرًا في حياتها.
عملت شانيل في بدايتها كمغنيةٍ وخلال مسيرتها الفنية القصيرة قدمت عدة عروضٍ في أندية فيشي ومولين حيث أُطلق عليها لقب كوكو.
دخلت كوكو شانيل عالم الموضة والأزياء في عمر العشرين تقريبًا عندما انخرطت في مشروعٍ لصنع القبعات بمساعدة صديقها Etienne Balsan، ولكن سرعان ما تخلت عنه من أجل صديقها الأكثر ثراءً آرثر بوي كابيل.
في عام 1910 افتتحت شانيل أول متجرٍ لها في شارع كامبون في باريس وبدأت ببيع القبعات، ولاحقًا افتتحت متاجر أخرى في دوفيل و بياريتز وبدأت في صناعة الملابس.
كان نجاحها الأول المبهر في عالم الأزياء عندما صنعت فستانًا من قميصٍ قديمٍ في يومٍ بارد، وقد انهالت عليها طلبات الراغبين في الحصول على فساتين مماثلة.
أصبحت كوكو شانيل شخصيةً مشهورةً في العالمين الأدبي والفني الباريسي، حيث صممت أزياء باليه روس ومسرحية جان كوكتو أورفي.
في عام 1925 قدمت كوكو شانيل بدلة شانيل الأسطورية، كانت تصاميمها ثوريةً في ذلك الوقت وقد استعارت الكثير التفاصيل من ملابس الرجال، وأكدت على أهمية الراحة في ملابس السيدات، وكانت ممن ساهموا في تحرير المرأة من قيود الملابس كالكورسيهات .
أما التصميم الآخر الثوري الذي خرجت لنا به كوكو شانيل كان فستان شانيل الأسود الصغير، اختارت له لونًا مرتبطًا بالحزن وأظهرت مدى أناقته وملاءمته لفساتين السهرة.
أغلقت شانيل متاجرها خلال فترة الحرب العالمية الثانية، وبعد الحرب غادرت فرنسا متجهةً إلى سويسرا حيث أمضت بضع سنوات.
في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي عادت شانيل إلى عالم الموضة بنجاح، تلقت في البداية انتقاداتٍ لاذعةٍ لكن سرعان ما أثبتت تصاميمها الأنثوية جدارتها وجمالها.
في عشرينيات القرن الماضي نقلت شانيل عملها المزدهر إلى آفاق جديدة، عندما أطلقت أول عطرٍ لها (شانيل رقم 5)، وقد صرّحت شانيل عندها “العطر هو الاكسسوار النهائي غير المرئي الذي لا يُنسى، إنه يُبشر بوصولك ويطيل زمن رحيلك”.
اتصفت كوكو شانيل بعدة صفاتٍ جعلت منها شخصيةً مميزةً فهي ثريةٌ وناجحةٌ ومثيرةٌ للجدل، ولكن ما جعل منها شخصيةً مؤثرةً حقًا هي تصاميمها المتمردة والعصرية للغاية.
تعاملت شانيل مع الموضة بطريقةٍ لم يكن يفكر بها المصممون في ذلك الوقت، فقد جعلت الملابس عصريةً وجميلةً ومريحةً، حيث أخذت الكثير من التفاصيل من الملابس الرجالية واستعانت بها في تصاميمها، لقد تحدت القيود وشجعت النساء على فعل ذلك ليس فقط في الموضة وإنما في الحياة أيضًا
تم إنتاج العديد من المسرحيات والكتب والأفلام التي تتحدث عن قصة حياة كوكو شانيل المؤثرة، ففي عام 1969 تناولت المسرحية الموسيقية (كوكو) حياة كوكو شانيل ، وقد حصل العرض على سبع ترشيحات لجوائز توني.
في عام 2005 كتب صديق شانيل إدموند تشارلز رو سيرة حياتها في كتابٍ أطلق عليه اسم (شانيل وعالمها).
في عام 2008 لعبت الممثلة شيرلي ماكلين دور المصممة الجريئة في الفيلم التلفزيوني (كوكو شانيل).
كما لعبت الممثلة الفرنسية أودري توتو دور شانيل في سنواتها الأولى في فيلم (Coco Before Chanel) الذي جسد حياة شانيل من الطفولة حتى تأسيس دار الأزياء.
توفيت كوكو شانيل في 10 كانون الثاني عام 1971، في شقتها في فندق ريتز، وقد احتشد المئات في كنيسة مادلين لوداع أيقونة الموضة، وتكريمًا لها ارتدى العديد من المعزين بدلات شانيل.
بعد أكثر من عقدٍ على وفاتها تولى المصمم كارل لاغرفيلد إدارة شركة شانيل التي تحمل اسمها، وقد استمرت بالازدهار والتطور بعد ذلك، ويُعتقد أنها تُحقق مبيعاتٍ بمئات الملايين سنويًا.
كانت شانيل من السيدات المؤثرات والأسماء التي لا تنسى في عالم الموضة وتُعتبر حياتها قصةً مؤثرةً وملهمةً للسيدات على مستوى العالم.