تغيير العملات
[woocs]
هذا المقال مترجم عن مقال للكاتبة بوشيكا غوبتا
كانت غابرييل شانيل المعروفة باسم كوكو شانيل من أبرز مصممات الأزياء في القرن العشرين، وقد اشتهرت بتصاميمها المميزة ، وهي فرنسية الأصل، يتم في كل عام حتى يومنا هذا الاحتفال بإنجازاتها في عالم الموضة، ولا يزال عطرها المميز شانيل 5 المفضل لدى الجماهير حول العالم.
نشأت شانيل في بيئةٍ متواضعةٍ وحاربت الصعاب من أجل الوصول إلى القمة، وقد استطاعت أن تكون قدوةً في صناعة الأزياء بأسلوبها الفريد، والآن وبعد مرور عدة عقودٍ على وفاتها لا تزال أعمالها تحظى بالتقدير على مستوى العالم.
ولكن وبالرغم من النجاح الكبير الذي حققته شانيل خلال مسيرتها المهنية كان هناك جانبٌ مظلمٌ من حياتها لا يعلمه الكثيرون، فعلى سبيل المثال كانت نشطةً للغاية خلال الحرب العالمية الثانية، وقد دعمت النازيين علنًا بعد علاقتها خلال الحرب العالمية الثانية مع ضابط مخابراتٍ نازي، ليس ذلك فحسب فقد عملت كجاسوسةٍ لصالح النازيين في أوروبا وهو عملٌ لم تتم إدانتها عليه أبدًا.
وبينما كانت موهبتها بلا منازع فقد أمضت حياتها في إخفاء أسرار حياتها الشخصية عن الجميع، وإليك عزيزتي هذه الحقائق المقلقة عن كوكو شانيل:
كانت طفولة كوكو شانيل مأساويةً فقد ولدت عام 1883 في مشفى خيري في سومور الواقعة غرب فرنسا لأبوين لم يكونا قد تزوجا حينها، ولم يحضر يومها والدها لرؤية ابنته للمرة الأولى.
توفيت والدتها عام 1894 بعد معاناةٍ مع الربو والتهاب الشعب الهوائية، وبعد ذلك تم إرسالها هي وإخوتها إلى دار أيتامٍ تسمى أوبازين، وقد كانت هذه الدار تُدار من قبل الراهبات، بعد مدةٍ تم تبني إخوتها من قبل أسرة، بينما بقيت شانيل في دار الأيتام حتى بلغت الثامنة عشر من عمرها.
بعد دخولها عالم الشهرة والأضواء أخفت كوكو شانيل تفاصيل بداية حياتها وكثيرًا ما كانت تراوغ الصحفيين عند سؤالهم لها عن تلك الحقبة من حياتها، وقد صرحت في إحدى لقائاتها الصحفية أنها نشأت على يد عماتها.
لم تعجب كوكو شانيل يومًا بالبرنامج الصارم الذي كان يُفرض على الفتيات في دار الأيتام، لكنها أحبت الخياطة وتميزت فيها منذ ذلك الحين، كما أحبّت قراءة القصص واستمدت منها قوتها وقدرتها الكبيرة على التحدي والنجاح.
في بداية حياتها لم تكن شانيل تعلم أنه من المُقدر لها أن تدخل عالم الموضة وتصميم الأزياء وتُبدع فيه، فقد كانت تحلم بأن تكون مغنيةً، وبعد مغادرتها لدار الأيتام عملت شانيل كخياطةٍ بدوامٍ كاملٍ وبدأت في هذه الفترة حضور الحفلات الموسيقية القريبة.
لقد كانت مفتونةً بالموسيقى وأرادت الغناء بشدة، وفي النهاية نجحت في الحصول على فرصتها وأصبحت مشهورةً لدى الجمهور المحلي، لكن هذه المرحلة من حياتها استمرت لفترةٍ قصيرةٍ أدركت شانيل بعدها أن المسرح ليس مكانها.
على الرغم من وجود الكثير من المعجبين الذكور في حياة شانيل إلا أنها لم تتزوج أبدًا، ومع ذلك جذبت حياتها الشخصية إهتمام الكثيرين وأصبحت حديث الشارع الفرنسي، ولأنها إمرأةٌ شابةٌ وفقًا للإندبندنت كانت كوكو شانيل جذابةً ومحبوبةً في شبابها وقد تودد إليها الكثير من الرجال.
كانت عشيقةً لرجلٍ غني يدعى ايتان بالسان وهو من أدخلها إلى عالم الأثرياء، كما ارتبطت بلاعب البولو الانكليزي آرثر كابل واستمرت علاقتها معه حتى توفي عام 1919، ولعل أكثر علاقاتها إثارةً للجدل هي علاقتها مع الألماني هانز غونتر فون دينكلاج المؤيد للنازية.
في حين أن مساهمات شانيل في عالم الموضة وتصاميمها المميزة بالاضافة لعطرها الشهير جميعها خالدةٌ في الأذهان ،إلا أنه ما قد يكون غير معروفٍ عنها هو أن أول دخولٍ لها إلى عالم الموضة والأزياء كان عن طريق تصميم القبعات.
كانت قبعات شانيل أنيقةً وخاليةً من الزخارف المعقدة، وقد وجدت طريقها بعد عدة محاولاتٍ حيث اعتمدت البساطة والأنماط الأنيقة وابتعدت عن الزخارف، وقالت ذات مرة “لا شيء يجعل المرأة تبدو أكبر سناً، أكثر من الغلاء، والزخرفة ، والتعقيد”.
تلقت شانيل عدة عروضٍ لعمل تصاميم في هوليود، ولم تكن مهتمةً في البداية لكنها قبلت أحدها في النهاية، وقد اعتقد العديد من النجوم والمنتجين أن شخصًا مثل شانيل يمكنه تغيير طريقة الظهور في الأفلام وجذب المزيد من الجماهير وخصوصًا النساء ، ولكن وبعد فترةٍ قصيرةٍ بدأت شانيل بالتصريح أنها شخصٌ مستقلٌ وأنها لن تُضيّع فستانًا واحدًا في هوليود.
كان لدى شانيل جانبًا مظلمًا في حياتها حيث كانت تكره الأشخاص الذين يعانون من شذوذٍ جنسي ولم تكن تخجل من ذلك، فقد عبرت عن مشاعرها تلك في عدة مناسبات، كما أنها كانت تحمل أفكارًا معاديةً لليهود.
في حين لم تعاقب أبدًا على عملها كجاسوسةٍ سريةٍ في الحرب العالمية الثانية فقد اعتقد الكثيرون أن شانيل كانت منحازةً للنازيين، وقد أشارت سجلات عدة دولٍ بما فيها ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية أن شانيل شاركت في مهماتٍ ضمن أجزاء مختلفةٍ من أوروبا حيث شاركت بالبحث عن عملاء ليكونوا جزءًا من الرايخ الثالث.
اعتزلت كوكو شانيل عالم الموضة خلال فترة الحرب العالمية الثانية وقامت بإغلاق جميع متاجرها، وقد تعرضت للاستجواب بعد نهاية الحرب حول علاقتها بالنازية لكن لم تتم إدانتها، ذهبت شانيل بعد ذلك إلى سويسرا وأمضت عدة سنوات هناك.
في سن السبعين قررت شانيل العودة إلى فرنسا وقد استقبلها عالم الموضة بالنقد والإعجاب، حيث أخفقت برامجها الأولى ولكنها لم تتوقف عن المحاولة، حيث عاودت الاتصال بعائلة Wertheimers الذين اشتروا قسمًا كبيرًا من امبراطوريتها في عشرينات القرن الماضي وقد اختاروا مساعدتها، حيث قاموا بتسديد جميع فواتيرها حتى نهاية حياتها.
سيطرت عائلة Wertheimers على كامل امبراطورية شانيل بحلول عام 1956 وتمكنت هي من تلبية جميع احتياجاتها المادية، وقد كان ذلك مرضيًا للطرفين.
أمضت شانيل سنواتها الأخيرة وحيدةً في غرفتها بفندق Ritz في باريس، وبينما كانت محاطةً بالمعجبين في شبابها فإن الأمر اختلف كليًا في نهاية حياتها.
وقد كانت كلماتها الأخيرة لخادمتها في 10 يناير 1971 بسيطةً ومباشرةً حيث قالت لها وهي مستلقيةٌ في سريرها بعد عودتها من نزهةٍ برفقة صديقتها “كما ترين هكذا نموت”
على الرغم من الانجازات التي حققتها شانيل إلا أنها تبنت وجهات نظرٍ واتخذت قرارات خلال حياتها لا يمكننا الدفاع عنها اليوم، من معاداة السامية و رهاب المثليين إلى حقيقة مساعدتها للنازيين خلال الحرب العالمية الثانية، وربما كان من حسن حظها أن التاريخ يذكرها كمصممة أزياءٍ عبقريةٍ وليس كجاسوسةٍ ساعدت النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
اقرأي أيضًا أجمل موديلات فساتين الخطوبة لعام 2021