فلسفة اللون: ما هو تأثير اللون على المزاج؟
يعتبر اللون أداة تواصلٍ فعالةٍ، حيث تؤثر الألوان على ردود الأفعال والمشاعر وحتى الحالة النفسية، لكن ما هي فلسفة اللون؟ وكيف يمكن للألوان المحيطة بك أن تؤثر على مزاجك؟ وهل يمكن استخدام الألوان في الطب؟ وهل تؤثر الألوان المحيطة بك على قدرتك الإنتاجية والاستهلاكية؟
مختارات من متجر شيك هانم - تسوقي الآن
نلاحظ جميعاً مشاهد صغيرةً خلال اليوم، تتنوع بين طفلٍ يلعب في الحديقة وغصن شجرةٍ يتحرك مع مداعبة الهواء له، وشخصٍ يجلس في باص النقل العام، وتحتل هذه المشاهد أماكن كثيرةً منها مكتب العمل والشارع والحدائق والأماكن العامة وحتى المنزل. لكننا نُغفِل دائماً دور الألوان المحيطة بنا في تكوين مشاعرنا تجاه هذه المشاهد اللحظية، وهذا جزءٌ مما يسمى فلسفة اللون.
عند رؤية لونٍ ما غالبًا ما يحتلنا شعورٌ معينٌ، فعلى سبيل المثال، يشعر البعض بالتوتر عند رؤية اللون الأصفر، بينما يشعرون بالهدوء والسكينة عند الدخول إلى غرفةٍ زرقاء.
ربما تتغير هذه الانطباعات والمشاعر مع تغير الشخص، إلا أن الجوهر يبقى ذاته، حيث يعتقد الفنانون ومصممو الديكور أنه يمكن للألوان أن تؤثر على تقلبات المزاج والمشاعر.
يُعتبر اللون أداة تواصلٍ فعالةٍ، حيث تؤثر الألوان على ردود الأفعال والمشاعر وحتى الحالة النفسية، لكن ما هي فلسفة اللون؟ وكيف يمكن للألوان المحيطة بك أن تؤثر على مزاجك؟ وهل يمكن استخدام الألوان في الطب؟ وهل تؤثر الألوان المحيطة بك على قدرتك الإنتاجية والاستهلاكية؟، سنُجيب عن جميع هذه الأسئلة في هذا المقال.
ما هي فلسفة اللون؟
بدأت قصة تحليل الألوان في عام 1666، عندما اكتشف العالم الإنكليزي إسحاق نيوتن أن مرور الضوء الأبيض في الموشور يؤدي إلى تفككه إلى أضواء تُشكل الألوان التي يمكن رؤيتها، كما اكتشف نيوتن أن كل لونٍ يحمل طول موجةٍ معينٍ، كما أنه لا يمكن تفكيك اللون إلى ألوان أخرى.
يتم خلق الألوان المختلفة بدمج أكثر من ضوء، حيث يَنتج البرتقالي عن دمج الضوئين الأصفر والأحمر، وتختلف درجات اللون باختلاف نسب الأضواء الأساسية، أما اللون الأبيض فهو عبارةٌ عن خلط مجموعةٍ من الأضواء التي تُلغي وجود بعضها البعض، مثل الضوئين الأخضر والماجنتا.
بالرغم من الدراسة العميقة لفيزياء الضوء واللون، إلا أن غالبية المعارف المكونة عن فلسفة اللون نابعةٌ من التجارب البحتة دون أي إثباتاتٍ علميةٍ واضحةٍ.
لكن التساؤلات حول فلسفة اللون قد ازدادت مؤخراً، مع العلم بقلة النظريات المثبتة حول هذا المجال، وبالأخص في مجالات التسويق والفن والتصميم والديكور وغيرها، وقد تَرك تطبيق دراسة فلسفة اللون تجارب كثيرةً انتهت بنا إلى مجموعةٍ من الاكتشافات حول هذا المجال.
تختلف دلالات الألوان باختلاف الحضارات، لكن هناك بعض الدلالات المنتشرة في العالم بأكمله، حيث تنقسم دائرة الألوان إلى ألوانٍ دافئةٍ، وهي الألوان التي تتدرج بين الأحمر والأصفر والبرتقالي، وقد عُرفت هذه الدرجات بتحريضها لمشاعر تتراوح بين الدفء والراحة والغضب والعدوانية، وألوانٌ باردةٌ وهي الألوان التي تتدرج بين الأزرق والبنفسجي والأخضر، وهذه الألوان تُحرض مشاعر تتراوح بين الهدوء والسكينة والحزن و اللامبالاة.
بمعنى آخر، لكل لونٍ تأثيرٌ معينٌ على الشخص، لكن يمكن تعميم بعض التأثيرات على الألوان الدافئة والباردة.
تأثير الألوان على المشاعر
يمكننا رسم خطٍ عامٍ بما يتعلق بالألوان الأكثر عموميةً، وذلك لفهم تأثير كلٍ من هذه الألوان ودرجاتها على المشاعر والمزاج، ومعرفة طرق استخدام هذه الألوان في مكانها الصحيح.
اللون الأحمر
يُعتبر اللون الأحمر أكثر الألوان دفئاً، ويستهدف المشاعر الحماسية والانفعالية، مثل الغضب والسعادة العارمة والقوة والحب، كما أثبت العلم أن لهذا اللون دورٌ كبيرٌ في تحسين الدورة الدموية، مما يجعل لاستخدامه الحذِر تأثيراً إيجابياً.
اللون البرتقالي
يستهدف هذا اللون المشاعر الإيجابية والحيوية، مثل السعادة والحماس والنشاط، ويتكون اللون البرتقالي من خلط اللونين الأصفر والأحمر، وهذا يعني أنه لونٌ انفعاليٌ ومتوازنٌ، إلا أنه أقل انفعالاً وأكثر توازناً من اللون الأحمر، حيث يخلق البرتقالي جواً من الحيوية والإلفة في الوقت نفسه.
اللون الأصفر
يغمرك اللون الأصفر بالسعادة والعفوية والطاقة، حيث يمدك بمشاعر الأمل والحيوية والتفاؤل، لكن من الطبيعي أن يُشعرك هذا اللون بالانزعاج، وذلك لأن الضوء الأصفر يُمكن أن يُهيج نقاط الإحساس في العين بشدةٍ عاليةٍ، لذا يُنصح الفنانون باستخدامه بحذر.
اللون الأخضر
يُعتبر اللون الأخضر لون الاسترخاء والراحة، فهو من ألوان الطبيعة الأساسية مما يجعله ممثل أساسي عن الصحة والراحة والإيجابية.
اللون الأزرق
تؤدي رؤية اللون الأزرق إلى إفراز الجسم لمواد كيميائيةٍ مهدئةٍ، مما يعني أن اللون الأزرق سيمدك بالراحة والاسترخاء والهدوء، كما تخلق الدرجات الداكنة منه إيحاءً بالجدية والاحترافية، مما يجعل الأزرق الداكن لوناً مثالياً لمكاتب العمل والاجتماعات الرسمية.
اللون البنفسجي
يرتبط هذا اللون بالإبداع والترف، حيث يتكون اللون البنفسجي من خلط اللونين الأزرق والأحمر، مما يعني انفعالية اللون الأحمر وحيويته الجذابة مع هدوء ورزانة اللون الأزرق، وهذا يجعل من اللون البنفسجي لوناً مثالياً لإضفاء روح الأناقة والترف.
اللون الوردي
يُعتبر اللون الوردي لون الرومانسية والأنوثة، فهو يتكون من خلط اللون الأبيض مع الأحمر، وبذلك يجمع بين براءة وطفولة اللون الأبيض وحيوية الأحمر.
اللون البني
يُضفي اللون البني روح الاستقرار والوقار والدفء، حيث يُعتبر هذا اللون عملياً ومألوفاً، إلا أنه عتيق الطراز أيضًا.
اللون الأسود
يحمل الأسود معه مشاعر القوة والجدية والأناقة، حيث يُمثل هذا اللون جمال التناقضات، فهو يتصف بالأناقة والقوة والبساطة والجرأة والغموض والوضوح في آنٍ واحدٍ، كما يدل هذا اللون في بعض الحضارات على الحزن، إلا أن هذا التصنيف يندرج تحت العرف الحضاري لا البعد الفلسفي والعلمي لدراسة اللون.
اللون الأبيض
يمثل هذا اللون النقاء والبراءة والبساطة المفرطة، ويُستخدم عادةً في الدلالة على الأطفال لنقائهم وبرائتهم، وهو لونٌ محايدٌ كلياً.
اللون الرمادي
وهو لونٌ محايدٌ كلياً أيضاً، ينتج عن خلط الأبيض والأسود والأزرق، مما يعني أن هذا اللون يحمل عدة صفاتٍ منها الجدية والنضج والمسؤولية والاحترافية، ومنها التخبط والنقاء والانغلاق الكبير.
فلسفة اللون والطب
تُستخدم نظريات فلسفة اللون في الطب الحديث، حيث وُجِهَت مجموعةٌ من المجالات المرتبطة بالطب لدراسة ألوان المكان والمنتجات الطبية وغيرها من العناصر المؤثرة؛ وذلك للمساعدة في تسريع شفاء الحالات الطبية الجسدية والنفسية، حيث يُستخدم اللون الأحمر لتحسين الدورة الدموية، والأصفر لتحفيز الجهاز العصبي، والبرتقالي لزيادة مستويات الطاقة وتحسين صحة الرئتين، أما اللون الأزرق فيساعد في تخفيف الآلام.
لكن يبقى اللون عاملاً مساعداً في شفاء الحالات الطبية، والعامل الأساسي هو العلاج المتكامل تحت إشراف الطبيب المختص.
فلسفة اللون والإنتاجية
لا يمكن للألوان أن تَصنع العجائب، لكن يمكنها أن تمدك ببعض المشاعر، حيث أثبتت الدراسات أن رؤية اللون الأحمر قبل الخضوع للامتحان سيقلل من الإنتاجية خلال الامتحان، وقد تم إجراء دراسةٍ على طلاب جامعيين، حيث تم تمثيل هؤلاء الطلاب بألوان الأحمر والأخضر والأسود، وصدرت نتائج تعلن أن الطلاب الذين تم تمثيلهم باللون الأحمر قد حققوا نتيجةً أقل بنسبة 20% عن زملائهم الممثلين باللونين الأسود والأخضر.
بالإضافة إلى ذلك، ترتبط بعض الألوان بصفاتٍ شخصيةٍ تتعلق بك، حيث تُفصح بعض الخيارات عن مجموعةٍ من الصفات التي تمتلكها أو تطمح لها، ومن الممكن توظيف هذه الدراسات في تصنيع المنتجات لزيادة استهلاك الجمهور المستهدف.
الدراسة المناسبة للألوان تَصنع المعجزات، فيمكنك الآن اكتشاف كيفية توظيف الألوان بشكلٍ يساعدك على تنظيم حياتك بطريقةٍ ممتعةٍ وحيويةٍ ومناسبةٍ لآلية عملك وطريقة تفكيرك، كل ما عليك فعله هو إعادة تنسيق ألوانك بما يتناسب مع شخصيتك.