تغيير العملات
[woocs]
تتلاشى العديد من أساليب الموضة وتولد أخرى جديدةٌ أكثر تألقًا وجمالًا، لكن هناك أساليب خالدةٌ منذ ولادتها غيرت عالم الموضة إلى الأبد، ولكي نعرفك عليها سنقدم لكِ في هذا المقال تسع محطاتٍ مبهرةٍ في تاريخ الموضة كان لها أثرًا كبيرًا في تطويرها.
ربما لم يكن تشارلز فريدريك وورث مصمم الأزياء الأكثر موهبةً، لكنه يعتبر مؤسس الأزياء الراقية، فقد قام بتغيير فن خياطة الملابس من جذوره وقدم نظرته الراقية للملابس على شكل عروض أزياء ضمن الدار الخاصة به، وقد كان معظم جمهوره من الأثرياء الذين يحضرون عروضه ويختارون ما يناسبهم من القصات المميزة التي كان يبدعها.
لقد أضاف تشارلز خطًا جديدًا ومميزًا إلى عالم الموضة، ولا يزال خط الأزياء الراقية والفخمة حيًا إلى هذا اليوم، وخصوصًا أن المشاهير في هذه الأيام يرغبون بأزياء مصممةٌ خصيصًا لأجلهم لحضور المهرجانات واحتفالات توزيع الجوائز وغيرها من المناسبات المميزة.
غير جاكوب ديفيس وليفي شتراوس شكل الموضة إلى الأبد عندما أدخلا جينز الدينيم إلى عالم الأزياء النسائية، هذه الأقمشة المتينة كانت تُستخدم في البداية لصناعة بدلات عمال المناجم لما تتحمله من ظروف العمل القاسية، ولكن بعد تلك الخطوة الجريئة التي قام بها جاكوب و ليفي شتراوس أصبحت بناطيل الجينز من أكثر قطع الملابس رواجًا على الإطلاق حيث يملك كل شخصٍ في العالم زوجًا منها على الأقل.
في عام 1867 انطلقت أول مجلةٍ للموضة باسم Harper’s Bazaar وقد كانت تصدر كل أسبوعٍ وتغطي مواضيع مختلفةً من الموضة إلى الفنون والبستنة، ثم تعددت هذه المجلّات وأصبحت مصدر إلهامٍ للكثيرين، كما منحت المصممين ودور الأزياء منصةً أوسع لعرض تصاميمهم، كما وفرت فرصةً للهروب من ضغوطات الحياة اليومية.
من منا لم يسمع ب Coco Chanel إنها من أهم رواد عالم الموضة التي غيرت طريقة السيدات في ارتداء الملابس إلى الأبد، فخلال فترة الحرب العالمية الأولى، قامت العديد من السيدات بأدوارٍ رياديةٍ ومهام يقوم بها الرجال عادةً مما اضطرهم إلى ارتداء السراويل.
كانت كوكو شانيل من أشد المعجبين بهذا التغيير في طريقة النساء لارتداء الملابس لذلك بدأت بتصميم سراويل خاصة للنساء، وقد ارتدت العديد من نجمات هوليود في تلك الحقبة البناطيل مثل مارلين ديتريش وكاثرين هيبورن، وازدادت شعبيتها بشكلٍ كبير.
يبدو من المستحيل علينا الآن تخيل أنه في حقبة الخمسينيات كان على السيدات خياطة كل ما ترتدينه، وقد استمر ذلك حتى ظهور أول متجرٍ للملابس الجاهزة وبهذا تمكنت السيدات من دخول المتجر واختيار ما ترغبن به من ملابس وشراءها مباشرةً.
سواءً المصممة الإيطالية ماري كوانت أو المصمم الفرنسي أندريه كوريج هو من أبدع التنورة القصيرة، فقد شكلت ثورةً في عالم الموضة ولبت رغبة الشابات الباحثات عن التميز والتحرر، وقد صرحت كوانت نفسها قائلةً “لم أكن أنا أو كوريج من ابتكر التنورة القصرة لقد كانت الفتيات في الشارع هن من قمن بذلك بأنفسهن”.
إنها إحدى أهم المقولات في تاريخ الموضة والتي تحمل الكثير من المعاني، وقد أطلقها المصمم الشهير ايف سان لوران، الذي أبدع بدلة البنطلون التي دخلت قلوب النساء العاملات خصوصًا، كما ابتكر أيضًا قطعةً تُعتبر من قطع الملابس التي تجسد تحرر المرأة إنها سترة السفاري، وبهذا يكون ايف سان لوران قد طبق مقولته الشهيرة “الموضة تتلاشى والأناقة أبدية”.
رصد العديد من المصورين الفوتوغرافيين أسلوب الشارع في ارتداء الملابس وكان أشهرهم المصور الفوتوغرافي بيل كننغهام الذي عرض صوره في مجلة نيويورك تايمز تحت عنوان On the Streets، وسرعان ما ضجت فيما بعد مواقع التواصل الاجتماعي بصورٍ لهذا النمط في ارتداء الملابس، ولكن لماذا انتشر هذا النمط بهذه السرعة؟ يبدو أن جواب هذا السؤال أبسط مما نتخيل، فهو ببساطة أن الناس تميل لكل ما هو حقيقي.
ظهور مدونات الموضة على الساحة أحدث تغيرًا كبيرًا في مفهومنا للملابس من خلال قدرتهم الكبيرة على التأثير في متابعيهم، وذلك عبر عرض تنسيقاتٍ من الملابس يمكن الوصول إليها ببساطة وسهولة، وقد تعاونت الكثير من دور الأزياء والعلامات التجارية مع مدونات الموضة، مما مكنهم من التواصل بشكلٍ أكثر قربًا مع جمهورهم وساهم ذلك بشكلٍ كبيرٍ في زيادة مبيعاتهم، ومن المعروف أن مدونات الموضة تقدم نصائحها في ارتداء الملابس إما بشكلٍ مجاني أو مأجور.
وبهذا نكون قد قدمنا لك عزيزتي مجموعةً من أهم المحطات التي مرت بها الموضة خلال المئة والخمسين عامٍ الفائتة.
تابعينا على فيسبوك وانستاغرام للمزيد من المواضيع والأفكار الملهمة.