تغيير العملات
[woocs]
من الصعب تحديد معنى الثقة بالنفس أو تقدير الذات، لكن هذا المفهوم قد يؤثر على العديد من جوانب الحياة التي من أهمها الجانبين العملي والعاطفي، كما يؤثر خلل تقدير الذات على صحتك الجسدية والنفسية، قد يبدو الأمر بسيطاً في الظاهر، إلا أنه يحمل الكثير من العواقب.
لكن ما هو تقدير الذات؟ ما هي محدداته؟ وما هو ضعف الثقة بالنفس، أو ضعف تقدير الذات وكيف يمكنك التعامل مع هذه الحالات؟ هناك العديد من الأسئلة التي تستحق إجاباتٍ علميةً واضحةً، وهذا ما سنقوم باستكشافه.
يتم تعريف تقدير الذات في علم النفس على أنه الإحساس الموضوعي العام للشخص بالقيمة، ويتم تحديد تقدير الذات بالعديد من العناصر التي من أهمها الثقة بالنفس والشعور بالأمان والهوية والشعور بالانتماء والشعور بكفاءة الذات، بالإضافة إلى عناصر أخرى مثل احترام الذات وتقييم الذات.
عادةً ما يكون تقدير الذات منخفضًا إلى حدٍ ما في مرحلة الطفولة، إلا أن ذلك قابلٌ للنمو مع التقدم بالعمر، إلى أن يصل إلى مرحلةٍ من الاستقرار، وقد تتم هذه العملية بالتوازي مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية المحيطة بالشخص.
يلعب تقدير الذات دوراً كبيراً في قدرتك على إدارة الحياة من كافة نواحيها، وبالرغم من أن هذا قد لا يبدو ظاهرياً، إلا أن مدى تقدير الذات قد يؤثر على مهارة صنع القرار والصحة العاطفية والعلاقات الاجتماعية وحتى على الصحة العامة.
كما يؤثر ضعف الثقة بالنفس على الدافع، حيث أن الأشخاص الذين ينظرون إلى أنفسهم بطريقةٍ إيجابيةٍ يُبدون بعض الملامح، ومنها:
بينما يميل الأشخاص الذين يعانون من ضعف تقدير الذات إلى الشعور بضعف الثقة في قدراتهم، وقد يشكون في عملية اتخاذ القرار لديهم، كما أنهم لا يشعرون بالحافز لتجربة أشياء جديدة لأنهم لا يعتقدون أنهم قادرون على تحقيق أهدافهم.
قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من ضعف الثقة بالنفس؛ مشاكل في العلاقات والتعبير عن احتياجاتهم، بالإضافة إلى أنهم قد يعانون من مستوياتٍ منخفضةٍ من الثقة ويشعرون بأنهم غير محبوبين وغير جديرين بالثقة والحب.
أما في الحالة المعاكسة تماماً وهي فرط الثقة بالنفس، فقد يبالغ أصحاب هذه الحالة بتقدير مهاراتهم، وقد يشعرون بأنهم مؤهلون للنجاح دون أي دلائل واقعيةٍ على ذلك، كما أنهم قد يعانون من مشاكل في العلاقات الاجتماعية وفي القدرة على تحسين الذات لأنهم يركزون بشدة على رؤية أنفسهم بصورةٍ مثاليةٍ.
هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر على تقدير الذات، ومن أهم العوامل التي قد تؤثر على تقديرك لذاتك:
كما أثبتت الدراسات أن للعنصرية والتمييز أثرٌ على تقدير الذات، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تلعب العوامل الوراثية التي تساعد في تشكيل شخصية الفرد دورًا في تشكل تقدير الذات، ولكن يُعتقد أن التجارب الحياتية هي العامل الأكثر أهمية.
هناك طرقٌ بسيطةٌ لمعرفة إذا ما كان تقديرك لذاتك بالحد المناسب، فأنت غالباً تحملين الصفات التالية:
يمكن أن يساعدك التمتع بتقدير الذات الصحي على تحفيزك للوصول إلى أهدافك، لأنك قادرةٌ على المضي قدماً في الحياة وقادرةٌ على تحقيق ما ترغبين به، بالإضافة إلى ذلك، يمكنك وضع حدودٍ مناسبةٍ للعلاقات والحفاظ على علاقةٍ صحيةٍ مع نفسك والآخرين.
قد يظهر ضعف الثقة بالنفس بالعديد من الطرق، لكن هناك بعض المؤشرات التي من أهمها:
قد يؤدي ضعف الثقة بالنفس إلى مجموعةٍ متنوعةٍ من اضطرابات الصحة العقلية، بما في ذلك اضطرابات القلق واضطرابات الاكتئاب، كما قد تجدين صعوبةً في متابعة أهدافك والحفاظ على علاقاتٍ صحيةٍ.
يمكن أن يؤثر ضعف تقدير الذات بشكلٍ خطيرٍ على حياتك ويزيد من خطر التعرض لأفكارٍ انتحاريةٍ.
هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها لتحسين تقدير الذات، إلا أنه من الأفضل استشارة الطبيب المختص.
يمكنك البدء بملاحظة الأفكار السلبية وتحدي فترات وأنماط التفكير السلبي، كما يمكنك تجربة الحديث الإيجابي عن النفس ومصالحة النفس حول الأخطاء السابقة والتجارب السلبية.
لكن يبقى الحل الأمثل هو زيارة المعالج أو الطبيب النفسي، وتذكري دائماً أن قرار زيارة الطبيب النفسي هو خيارٌ صحيٌ وسليمٌ لك، وهو طريقةٌ لتحسين حالتك النفسية وقدرتك على التعامل مع المشاكل والعوائق اللاحقة.
يمكنك دوماً مراقبة صحتك النفسية بالتوازي مع صحتك الجسدية، ومراجعة الطبيب المختص في حال الشعور بخللٍ أو بشعورٍ غير معتاد، فهذا الخيار يعود عليك فقط بالعواقب التي قد تؤثر بشكلٍ كبيرٍ على الحياة.