كيف تعمل الرياضات الجماعية على تحسين صحتك النفسية؟

عادةً ما نستمتع عند الانضمام لصفوف الآيروبيك أو الزومبا وغيرها من الرياضات التي تضم العديد من الناس، وهذا يعود لعدة عوامل منها الإيقاع الموسيقي والحركة المتناغمة مع الإيقاع والتشجيع الذي نتلقاه عند ممارسة الرياضة مع الغير، لكن ما هي التأثيرات الصحية والنفسية للرياضات الجماعية؟ وهل سيؤثر ذلك حقاً على المستوى الصحي النفسي؟

يمكننا ببساطة تعريف الرياضات الجماعية على أنها الرياضات التي تحتاج عدداً من الأشخاص لممارستها معاً، وتنقسم هذه الرياضات إلى نوعين: رياضات الفِرق وهي الرياضات التي تحتاج فريقًا متعاونًا يقوم بتنسيق المهام والواجبات بين أفراد هذا الفريق، وهذا النوع يعتمد على مراعاة قدرات ومواهب كل فرد وتوزيع المهام بحسب هذه القدرات، ومن أهم هذه الرياضات كرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة والركبي ورقص الصالونات وغيرها.

 أما النوع الآخر هو الرياضات الفردية- الجماعية، وهي الرياضات التي يؤدي فيها جميع الأفراد دورهم باستقلاليةٍ جزئيةٍ عن باقي الأفراد، مثل الجري بالتتابع وصفوف الآيروبيك والرقص الفردي وسباقات ركوب الدراجة بالتتابع والبيلاتس واليوغا وغيرها.

 بالرغم من تنوع هذه الرياضات وتنوع فوائدها وسلبياتها، إلا أنها جميعاً تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية.

الرياضات الجماعية والصحة الجسدية

نستمتع جميعاً عند أداء التمارين الرياضية، وبالرغم من أن كل الرياضات تعمل على أهدافٍ أساسيةٍ هي القوة والتوازن والتحمل والسرعة والمرونة، إلا أن لعب رياضة جماعية يساعدك في التركيز على التوازن والتحمل والتنسيق، حيث ترفع هذه الرياضات من حدة التنافس مما يشجع اللاعب على تحمل الضغوطات، كما تعمل على مجموعةٍ من الأهداف الأخرى، وهي:

• حرق الدهون: يُعتبر الحد الأدنى لممارسة الرياضة أسبوعياً هو 150 دقيقة من التمرين المتوسط أو 75 دقيقة من التمرين عالي المستوى، حيث أن هذا الحد سيكون كافياً لمساعدتك على حرق الدهون وتقليل الوزن وتجنب الإصابة بالعديد من الأمراض.
• تحسين القدرة على التحمل: تساعدك التمارين الفردية على زيادة قدرتك على التحمل، لكن عند العمل مع فريق ستحتاج إلى حدٍ من التحمل  يتوافق مع قدرات الفريق، مما يسمح لك بزيادة قدرتك وتحسين إنتاجك لرفع مستوى إنتاج الفريق، وذلك لأن الفريق الرياضي يعمل على أساس الوحدة والتكامل.
• تقوية المناعة: تعمل الرياضة على تقوية المناعة، حيث تقوم الرياضة بزيادة جهد القلب والرئتين وتحسين الدورة الدموية، مما يسمح للجسم بتوفير مقاومةٍ أعلى للأمراض والالتهابات.
• مقاومة الأمراض المزمنة: تعمل الرياضة على رفع مقاومة الجسم للأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الضغط والسكري وارتفاع مستوى الشحوم الضارة في الدم، كما تساعدك الرياضات الجماعية على تجنب الإصابة بأمراض العظام والمفاصل، وذلك بسبب اعتمادها على مجموعةٍ من التمارين القاسية التي ترفع مستوى قوة الجسم وقدرة تحمله.

تقدم لك الرياضات الجماعية مجموعةً غير منتهيةٍ من الفوائد الصحية التي تساعدك على العيش في نظام حياةٍ صحي ومتكامل، خصوصاً مع اتباع الحمية المناسبة لك. 

الرياضات الجماعية والصحة النفسية

نعاني جميعاً من عددٍ كبيرٍ من الضغوط الحياتية اليومية التي تدفعنا إلى حالاتٍ من الاكتئاب والقلق والتوتر، وبالرغم من أن بعض هذه الحالات تحتاج لرعايةٍ طبيةٍ اختصاصيةٍ، إلا أن الرياضة ستكون دائماً خطوةً إيجابيةً لمواجهة المشاكل والأعباء النفسية والتخلص منها، حيث تقدم الرياضة، وبالأخص الرياضات الجماعية، مجموعةً من الفوائد التي تساعدك على الاعتناء بصحتك النفسية بشكلٍ أفضل، ومنها:

• تكوين مجتمعٍ صحي: تساعدك الرياضات الجماعية على تكوين بعض الصداقات بالاعتماد على رابطٍ مشتركٍ وهو الاتفاق على أرض الملعب ومساندة الآخرين لتقديم أفضل صورةٍ عن الفريق دون إظهار الصورة الشخصية، مع مراعاة واحترام كل فرد.
• تقديم الدعم النفسي: تقدم لك الرياضة الجماعية مساحةً آمنةً للتعبير عن النفس عن طريق التمرين وتلقي الدعم من رفاق الفريق والمدربين والمجتمع المحيط بك، ستشعرين بالأمان والدعم عند ممارسة الرياضات الجماعية بطرقٍ غير مسبوقةٍ.
• العودة للتمرين: من الممتع القيام بالتمارين الرياضية مع مجموعةٍ من الأشخاص، فهو يدفعك إلى عدم التخاذل ومتابعة التمرين.
• تفريغ الطاقات السلبية: عادةً ما تسمح لك التمارين الرياضية بزيادة التفكير، لكن بممارسة الرياضات الجماعية، يكون التركيز الأكبر على قدرتك على التنسيق مع الفريق والتعامل مع المشاكل الآنية التي ستواجهك أثناء ممارسة التمرين، مما سيساعدك على تفريغ الطاقات السلبية دون زيادة التفكير بتلك السلبيات.

تعود جميع الرياضات بفوائد جسدية ونفسية كثيرة، وكل منها له إيجابيات وسلبيات، لكن مع تطبيق الحمية المناسبة وإيجاد الرياضة المثالية لك ستتمكنين من إيجاد نظام حياةٍ صحي وسليم، مما يساعدك على العيش بسعادةٍ لمدةٍ أطول.

 للأسف، ليس هناك طريقةٌ مثبتةٌ لمعرفة الرياضة المناسبة لك، لكن كل ما عليك فعله هو تأمل الرياضات المتاحة ومطابقتها مع صفاتك الشخصية، وتبقى التجربة دائماً أفضل طريقةٍ لمعرفة ما يناسبك من رياضات، جرب الآن ممارسة التمارين الرياضية مع الأصدقاء والعائلة، وابدأ بالتغيير نحو الأفضل.

تابعينا على صفحتنا على الفيسبوك والانستغرام

اعرفي المزيد عن الرياضات المختلفة مع مجلة شيك هانم: الملاكمة: رياضة ممتازة لحرق الدهون والدفاع عن النفس