5 من الأضرار النفسية للبدانة، و كيف يمكن دعم مرضى البدانة لتجاوزها؟
من المهم أن نضع في اعتبارنا أنّ العديد من الأشخاص المصابين بالسمنة يحتاجون الدعم و التقبّل و التقدير أكثر من أيّ شيءٍ آخر، فبالإضافة إلى المشاكل الصحيّة العديدة المصاحبة للبدانة المفرطة، من المهمّ ألّا نتجاهل المشاكل النفسيّة التي قد تتفاقم لحالات الاكتئاب و القلق و العزلة و العديد من الأضرار النفسية للبدانة. ليس من الصعب أن نلعب دورًا إيجابيًّا في حياتهم، عبر تشجيع من نحب على التحدث إلى طبيبه و تقديم الدعم إذا كنا قلقين بشأن صحته النفسية، بالإضافة إلى اتّباع النصائح المذكورة في هذا المقال و مراعاتها.
مختارات من متجر شيك هانم - تسوقي الآن
يرتبط مرض البدانة بعبءٍ نفسي واجتماعي وصحّي كبير، فبالإضافة إلى المشاكل الصحيّة المتنوّعة المصاحبة له، يعاني العديد من هؤلاء الأشخاص من الأضرار النفسية للبدانة و مشكلات أخرى تتعلق بمزاجهم، و احترامهم لذاتهم، و نوعية حياتهم، و صورة أجسادهم.
من المحتمل أن يلعب هذا الاضطراب العاطفي دورًا في دفع الشخص إلى البحث عن علاجٍ للبدانة ولكنّه قد يؤثر أيضًا على العلاج الناجح، لذلك، تضم معظم فِرق علاج السمنة متعددة التخصُّصات أخصائيّي الصحة العقلية والنفسيّة الذين يمكنهم تقييم و علاج هذه المشكلات لدى المرضى حسب الحاجة.
أشارت العديد من المراجعات الشاملة إلى أن ما بين 20٪ و 60٪ من الأشخاص المصابين بالسمنة المفرطة يعانون من بعض الاضطرابات و الأمراض النفسية و المشكلات المؤثرة على الصحة النفسيّة، لذا إليكم بعض هذه الأضرار النفسية للبدانة.
5 من الأضرار النفسية للبدانة
- الاكتئاب
تشير الأبحاث إلى وجود علاقةٍ بين زيادة وزن الجسم و الاكتئاب، حيث أن 6-9% من الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، على سبيل المثال، كانوا أكثر عُرضةً بنحو خمس مراتٍ للإصابة بنوبة اكتئابٍ شديدةٍ خلال العام الماضي مقارنةً بأصحاب الوزن المتوسط، كما يبدو أن هذه العلاقة بين السمنة و الاكتئاب أقوى بالنسبة للنساء من الرجال، ربما بسبب تركيز المجتمع على النحافة باعتبارها سمةٌ من سمات جمال الأنثى.
2. اضطرابات تناول الطعام
اضطرابات الأكل هي من أكثر الأضرار النفسية للبدانة شيوعًا، فقد أفاد العديد من المرضى الذين يتقدمون لعلاج فقدان الوزن أنهم يتناولون الطعام معظم الوقت لأسبابٍ عاطفيةٍ ونفسيةٍ؛ وأفاد آخرون بأنهم يواجهون صعوبةً في التحكم بوتيرة تناولهم للطعام، أو أحجام حصصهم.
اضطراب الأكل الأكثر شيوعًا بين الأشخاص المصابين بالسمنة هو اضطراب النهم، يتميز اضطراب الأكل بنهم باستهلاك كميةٍ كبيرةٍ من الطعام في فترةٍ وجيزةٍ (أقل من ساعتين)، حيث يعاني الفرد خلالها من فقدان السيطرة.
نتيجةً لذلك، يأكل الفرد أسرع بكثيرٍ من المعتاد، حتى يمتلئ بشكلٍ لا يمكن السيطرة عليه، وغالبًا ما يأكل بمفرده، ثمّ بعد الأكل يشعر الفرد بالاشمئزاز.
كما قد يعاني المرضى المصابون بالسمنة من الشره العصبي، حيث يكون الإفراط في تناول الطعام مصحوبًا بالتقيؤ الذاتي أو سلوكياتٍ تعويضيّةٍ أخرى، مثل الإفراط في ممارسة الرياضة، و يعاني ما يقارب 5٪ من الأشخاص المصابين بالسمنة من متلازمة الأكل الليلي، واضطراب الأكل والنوم والمزاج الذي يُعرَّف بأنه تأخُّرٌ في النمط اليومي لتناول الطعام بسبب الاستيقاظ ليلاً لتناول الطعام.
3. القلق
اضطرابات القلق هي من أكثر الأضرار النفسية للبدانة انتشارًا و قابليّةً للحدوث، حيث تمّ تشخيصه على 9 ٪ من المرضى المقبلين على الحلول الجراحيّة للبدانة.
في ضوء تركيز المجتمع الغربي على النحافة كمعيارٍ من معايير الجمال الجسدي، فليس من المستغرب أن يعاني الأشخاص المصابون بالسمنة المفرطة من فرط القلق.
مع ذلك، لا يُعتقد أن القلق الاجتماعي، ما لم يكن شديدًا جدًّا، يمنع أو يتعارض مع علاجات إنقاص الوزن، إلّأ أنّ الفكر البديهي و الخبرة السريرية تشير إلى أن القلق غير المنضبط قد يؤثر سلبًا على المشاركة في علاجات و محاولات إنقاص الوزن بجميع أشكالها.
4. الاعتداء الجنسي والاعتداء الجسدي والإهمال العاطفي
يبدو أن هناك ارتباطٌ ما بين الاعتداء الجنسي و البدانة، فقد أشارت الدراسات إلى أن ما بين 16٪ و 32٪ من المرشحين لجراحات إنقاص الوزن أبلغوا عن تاريخٍ من الاعتداء الجنسي، و الذي يبدو أنه أعلى مما شوهد لدى عامة السكان.
كما أنّ الإيذاء الجسدي شائعٌ بالمثل بين الأشخاص المصابين بالسمنة، بينما أبلغ ما يقارب 50 ٪ من الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة عن شكلٍ من أشكال الإهمال العاطفي أثناء طفولتهم، بدءًا من الإساءة اللفظية أو الإهمال العاطفي أو أي خللٍ عائليّ آخر مُرتبط بالانفصال أو الطّلاق أو تعاطي المخدّرات أو حبس أحد أفراد الأسرة المقرّبة.
5. وصمة العار و التمييز
يمكن أن تُسهم البدانة، و البدانة المفرطة على وجه الخصوص، في تجربة التعرض للتمييز، حيث أن الأفراد الذين يعانون من السمنة هم أقل عرضةً لإكمال المدرسة الثانويّة، و أقل فرصةً للزواج، و عادةً ما يكسبون نقودًا أقل مقارنةً بالأشخاص ذوي الوزن المتوسط، قد تكون هذه التجارب أكثر شيوعًا بين أولئك الذين يعانون من السمنة المفرطة.
كيف نقدم الدعم للمصابين بالبدانة أو البدانة المفرطة؟
بالطبع، في الحالات المتقدّمة من الاضطرابات و الأمراض و الأضرار النفسية للبدانة، من الأفضل تشجيع الشخص على استشارة أخصّائي أو معالج نفسيّ، لكنّ ذلك لا ينفي دورك كصديقٍ أو قريبٍ من هؤلاء الأشخاص، لذا ستجد فيما يلي بعض النصائح حول كيفية لعب دورٍ إيجابي في نظام الدعم الاجتماعي لأحبائك للمساعدة في تشجيعهم على النجاح، و إبقائهم على المسار الصحيح، وتجنب إعاقة تقدمهم نحو جسدٍ صحّي و اتّزانٍ نفسيّ.
- كن إيجابيًا: إن أهم شيء يمكنك القيام به لمساعدة من تحب للوصول إلى هدفه في إنقاص الوزن هو إظهار أنك تؤمن بقدرته على تحقيق هدفه، شجّعه على المضي قدمًا وعدم التفكير في الانتكاسات.
- أكّد لمن تحب أنك تهتم بهم بغض النظر عن حجمهم و مقاساتهم: دعهم يعرفون أنك تهتم بهم و تحبهم و تريد المشاركة في حياتهم، بغض النظر عمّا يقوله الميزان.
- المشاركة بنشاطٍ في برنامجهم: ابذل جهدًا للمشاركة في نشاطاتهم، اعرض عليهم الذهاب إلى النادي الرياضي معهم، أو شارك إن أمكن في خطة وجباتهم.
- شجعهم ولكن لا تدربهم: امدحهم على تحقيق أهدافهم، و لا تنتقدهم لعدم تحقيقهم لها.
- احتفل بخسارتهم للوزن: بمجرد أن يصل الشخص المقرب إليك إلى هدفٍ معين، احتفلوا بقضاء بعض الوقت معًا والقيام بأنشطةٍ ممتعةٍ أو صحيةٍ أو جلسة مانيكير أو حدث رياضي.
- لا تُطلق الأحكام: إذا تعرض أحد أفراد أسرتك لانتكاسة، قدم له التشجيع والدعم الإيجابي لمساعدته على البقاء متحمسًا.
- كن داعمًا لجميع مجالات حياتهم: أظهر الاهتمام بجميع مجالات حياتهم ككُلّ بدلاً من مجرد الاهتمام بطريقة سير نظامهم الغذائي، اسألهم كيف تسير الأمور في المدرسة أو العمل أو في المنزل.
- تابع و افهم برنامج إنقاص الوزن الخاص بهم: تعرف على خطة النظام الغذائي لأحبائك حتى تتفهّم كيف تعمل الخطة، وشارك في مجموعات الدعم إن أمكن، واسمح لهم بأخذ الوقت الكافي للتركيز على أهدافهم.
- لا تخربوا جهودهم: فيما يلي بعض النصائح حول الأشياء التي يجب تجنب القيام بها عندما يتبع شخص تحبه نظامًا غذائيًّا
- لا تغريهم: لا تغري من تحب بتقديم أطعمةٍ غير صحيّةٍ لهم أو تناولها أمامهم وقول عباراتٍ مثل “مجرد قضمة”، هذا يمكن أن يؤدي بهم إلى الخروج عن المسار الصحيح ويمكن أن يؤثر على نجاح نظامهم الغذائي على المدى الطويل.
- أنت لست “شرطة الطعام”: لا توبخ من تحب على أكل الشيء “الخطأ” ولا تعلق على كل اختيار طعام يتخذونه.
- لا تقصفهم بالمعلومات ما لم يطلبوا ذلك: لا تحاول أن تلعب دور الخبير من خلال تزويدهم باستمرار بمعلوماتٍ حول الحمية الغذائية، أو كتب الطبخ الصحي، أو مجلات اللياقة البدنية.
من المهم أن نضع في اعتبارنا أنّ العديد من الأشخاص المصابين بالسمنة يحتاجون الدعم و التقبّل و التقدير أكثر من أيّ شيءٍ آخر، فبالإضافة إلى المشاكل الصحيّة العديدة المصاحبة للبدانة المفرطة، من المهمّ ألّا نتجاهل المشاكل النفسيّة التي قد تتفاقم إلى الاكتئاب و القلق و العزلة و العديد من الأضرار النفسية للبدانة.
ليس من الصعب أن نلعب دورًا إيجابيًّا في حياتهم، من خلال تشجيع من نحب على التحدث إلى طبيبه و تقديم الدعم إذا كنا قلقين بشأن صحته النفسية، بالإضافة إلى اتّباع النصائح المذكورة سابقًا و مراعاتها.
اقرأي معنا أيضًا: نصائح عند اختيار الملابس للمتلئات
للمزيد من الأفكار والتنسيقات تابعينا على صفحاتنا على إنستغرام و فيسبوك