تغيير العملات
[woocs]
نجحت دار فالنتينو للأزياء بتقديم أفضل العروض، لأكثر من خمسة عقود. حيث كانت دائماً منارة أمل وتألق، وقد عمل مؤسسها فالنتينو غارافاني على مبدأ واحد منذ البداية، حيث صرح سابقاً: ” أعلم ما تريده السيدات، يردن أن يكن جميلات.” ويبدو أن فساتين فالنتينو 2021 لن تخذل محبي هذه الدار.
شكل فيلم “زيغفيلد غيرل” الإلهام الأكبر لفالنتينو في بداية رحلته في عالم الجمال والأزياء، لقد قال سابقاً:” بالنسبة لي، وأنا في عمر الثالثة عشر، وفي تلك اللحظة التي رأيت ذلك الجمال علمت أني أريد تصميم الملابس للسيدات”.
بعد صقل موهبته في صالونات جاين ديزيه وغاي لاروش، درس فالنتينو في باريس. وفي عام 1959 انتقل إلى إيطاليا، وافتتح صالة تصميم الأزياء الخاصة في روما. كانت تصاميمه حديثة ودقيقة وقد تميزت بأنوثة جريئة بغير حدود، مزينة بأقواس وزهور وكشاكش وأشرطة وتطريزات مع اختيار أفضل أنواع الأقمشة. وقد ظهر في مجموعته الأولى اللون الذي تم اعتباره علامة مميزة لتصميمات فالنتينو وهو أحمر الخشخاش الذي عرف لاحقاً بـ” Valentino red “.
وقد بنى فالنتينو مع مساعده جينكارلو غياميتي إمبراطورية عظيمة مشى في ممراتها عظماء من عالم الأزياء مثل ماريلا أنيلي وجاكلين دي ريب وجينا لولوبريجيدا وصوفيا لورين، كما شهدت هذه الممرات مرور إليزابيث تايلور وأودري هيبورن. نتج عن بناء هذه الإمبراطورية إبداع لا متناهِ تمتعنا بجمالياته في كل عام منذ بدء التأسيس، وبالرغم من ظروف السنة الأخيرة وتوقف عدة مجالات وفعاليات محلية وعالمية بسبب انتشار وباء كورونا، إلا أن هذا العام لم يكن استثناءاً في دار فالنتينو للأزياء.
لم يقف وباء كورونا في وجه إبداع المصمم الفرنسي بيير باولو بيشولي، المخرج التنفيذي لدار فالنتينو للأزياء منذ عام 2008 وحتى الآن، حيث صرح في مقابلة هاتفية مؤخراً مع Vogue بالتالي:” أنا أحب عملي، إنه ليس فقط عملاً بل هو شغفي في الحياة”. وقد كانت هذه المجموعة نتيجة لقضاء وقت طويل منعزلاً، وذلك بالرغم من البقاء على اتصال مع فريق العمل. وقد قرر بيير بيشولي تصوير المجموعة بنفسه، بمساعدة الصديقة القديمة له وعارضة الأزياء ماريا كارلا بوسكونو.
” أردت نقل العفوية والصورة الحقيقية غير المثالية للواقع، نحن بحاجةٍ لتلك الصورة الغير مثالية للبشرية في هذا الوقت. لقد تم نقل هذه المجموعة بشكل مباشر من الرسوم الورقية إلى الواقع، وهي عملية تصميم الأزياء النقية كما يجب أن تكون”.
تميزت التصاميم بسلاسة وانسيابية في حركة المادة، وإحساس بالحرية والجهد ينضح من تصميم القفطان، والفساتين الطويلة، والعباءات. كما اكتملت هذه الأشكال النقية بإضافة ألوان قوية مستوحاة من لوحة روثكو القوية لونيًا، وكانت التصاميم مشبعة بذوق نابض بالحياة ومبهج. تم تقديم عدد قليل من القطع بطبعات مستوحاة من المفروشات التي تعود للقرن الثامن عشر، وتمت معالجتها لتكون ضربات لونية مجردة غير واضحة، كما لو كانت مجرد آثار للذكريات، أو ظلال من الماضي للزخارف الخلاقة. كما تميزت اكسسوارات هذه المجموعة بمنهج مغاير للمنهج الاختزالي المستخدم في تصميم الملابس، حيث لاحظنا تزيين قبعات القش وأكياس التسوق الكبيرة والصنادل المسطحة بالأقواس والكشكش وبتلات الزهور، مما أعطى قطع الاكسسوار لمحة أنثوية.
لقد تميزت هذه المجموعة بمحتوى مشرق ومفعم بالحيوية والأمل، وهذا تماماً ما نحتاجه لهذا الموسم.
كما جرت العادة، قامت دار فالنتينو للأزياء بتصميم خطين أساسيين لهذا الموسم، حيث تم تصميم مجموعة ربيع 2021 للنساء إلى جانب تصميم مجموعة ربيع 2021 للرجال. وتميزت كل منها بطابع وأسلوب يحمل في جوهره رسالة عظيمة وإبداع لا متناهِ.
أغلق مهرجان ميلان للأزياء أبوابه بعد موجة إعجاب كبيرة أثارها بيير بيشولي بتقديمه مجموعة ربيع 2021 للمرة الأولى في ميلان. وفي إعلان لدعمه لنظام الأزياء الإيطالي، قام بتقديم هذا العرض والخروج عن الروعة الباريسية إلى القوة والبدائية الصناعية في مسابك المعادن النشطة في ميلان منذ عام 1936، ليستوحي منه تصاميم أزياء هذا الموسم. يشير هذا الابتعاد عن تقاليد مؤسسة فالنتينو إلى نظرة متجددة يحييها بيشولي الذي صرح في المؤتمر اللاحق للعرض قائلاً:” أردت العمل على إظهار شخصية مؤسسة فالنتينو، لا العمل على جماليتها”.
تم تصميم وتنسيق فساتين فالنتينو 2021 بطريقة حيوية ومحدثة، وقد اشتركت مجموعتي ملابس الرجال والنساء في التصاميم والقصات، حيث تمت مطابقة قطع الملابس بين المجموعتين. تم تصميم الأشكال المتطورة من القفطان وفساتين الكاب بمهارة عالية. لتسليط الضوء على نهج اختزالي إلى حد ما ، بينما كانت الطبعة الوحيدة هي عبارة عن إحياء الأزهار ذات الألوان الزاهية لفساتين سابقة: منها لون أصفر ساحر ارتدته أنجيليكا هيوستن واشتهر به جيامباولو باربيري في عام 1972.
ازدانت التصاميم برسومات الزهور البرية والنباتات في تركيب حيوي وعصري أداها فنان النباتات الياباني ساتوشي كاواموتو ؛ تصورها بيشولي على أنها عنصر تخريبي جمالي، مستوحى من تقنيات زراعة النباتات ضمن مساحات رمادية، عمل رومانسي يجسد مقاومة التمدن. وقد كان للزهور قصة خاصة بهم: بدأت في ثمانية بلدان مختلفة ونشأت في حدائق في ميلان، حيث سيتم إعادتها بعد العرض.
هنا تتجسد روعة هذا الفنان العصري في مزج الحاضر والماضي، كما مزج الطبيعة مع المدنية، بكل ما في هذه التجربة من دمج المتناقضين وإبداع في تجسيد الصراع والوحدة.
تسوقي أجمل الفساتين النسائية الأنيقة من متجر شيك هانم
شكلت هذه المجموعة جزء من مجموعة ربيع 2021، حيث قامت دار فالنتينو للأزياء بإعادة صياغة فنه بطرق مختلفة لتجاري تغيرات العالم بدون فقدان جوهر دار فالنتينو ومع الحفاظ على حيوية التصاميم مع التناغم مع إيقاع التطورات اليومية.
شكل الدانتيل والمكراميه والكروشيه من الأقمشة الأكثر حضوراً في مجموعة دار فالنتينو للأزياء لربيع 2021. حيث تمت إعادة تنسيقها بطريقة حيوية، وقد اشتركت مجموعتي ملابس الرجال والنساء في الأشكال والأحجام والأقمشة، حيث تم اقتراح مطابقة قطع الملابس بين المجموعتين. وقد وصف بيشولي هذه المجموعة بالرومانسية والراديكالية، إلا أنها أكثر ميولاً للتفرد. وقد تم اختيارها بدقة لتناسب جيل الشباب من كل مكان ومن مختلف الحضارات والثقافات. ومع ذلك، بدت المجموعة أكثر تماسكًا من المعتاد، فهي انسيابية بمظهر بسيط مع عدد أقل من النقوش الزخرفية وبعض التفاصيل من الأزياء الراقية.
تحمل صالات دار فالنتينو للأزياء تراث عريق أبدع فيها العديد من الفنانين العظماء، مثل المدراء التنفيذيين لهذه المؤسسة فالنتينو غارافاني وأليساندرا فاشينيتي وماريا غارسيا تشوري وآخرهم بيير باولو بيشولي. ولطالما فاجأتنا هذه المؤسسة بتصاميم متجددة وعصرية بالرغم من حفاظها على عراقتها وأصالتها. يتجاوز الفن في هذه الصالات حدود المألوف، ويبقى لنا أن نشهد عروض ربما تشكل يوماً أعظم ما شهده عالم الموضة.
ما رأيك بمجموعة فساتين فالنتينو 2021 ؟ هل أعجبتك؟