تغيير العملات
[woocs]
هناك سببٌ وجيهٌ لكون السبعينيات واحدةً من أكثر العقود أناقةً في كل العصور، وستايل السبعينات الأكثر جمالًا، فمن السراويل ذات الأكمام الواسعة وأكمام الكنزات والفساتين التي أخذت شكل الجرس إلى المعاطف والتنانير القصيرة، ولّدت هذه الحقبة مزيجًا انتقائيًا من تأثيرات الموضة التي تطورت بسرعةٍ على مدى 10 سنوات، حيث أصبحت التنانير أقصر والأحذية أطول.
لم تسيطر موضةٌ واحدةٌ في عام 1970، فلو مشيت في حيٍ أو شارعٍ كبيرٍ في المدينة، سترى بعض النساء يرتدين فساتين بنقشاتٍ هنديةٍ، وقمصانًا ضيقةً مصبوغةً، وسراويل جينز ضيقةً عند الورك والفخذين، وأحذيةً لها أربطة من الأمام، وفساتين طويلة، وتنانير من قماش شالي الاسود، ومعاطف واسعة.
استمرت موضة الستينيات خلال تلك الفترة وكان الهيبيون المتمردون والتغيرات غير التقليدية التي يحملونها يعارضون شراء تلك الموضة من المتاجر الكبرى. اقترنت التنانير القصيرة مع المعاطف الطويلة أما التنانير الطويلة فاقترنت مع السترات القصيرة، فلم يستطع هذا العقد أن يقرر الاتجاه المراد اتخاذه أو كيف يحاكي العقد الماضي.
كانت الموضة تُعيد إحياء مظهر الزعنفة من العشرينات، وذلك من خلال القبعات والفساتين، وقد عاد الهيبيون إلى ملابس القرويين المتواضعة المصنوعة يدويًا في العصر الفيكتوري، بينما فضلت النساء الناضجات كلاسيكيات الأربعينيات والخمسينيات، فكانت أزياء السبعينيات عبارةً عن مزيجٍ من كل شيء.
لكن في النهاية انتهت معركة الموضة هذه بفوز الراحة والرفاهية، حيث استُخدمت الأقمشة المريحة وكل شيء سهل الارتداء، كما تحول مظهر الهيبيز إلى مظهرٍ أكثر أناقة، الألوان كانت مشرقةً وترابيةً، وكان هناك أيضًا أنماط جريئة كما أن نقشة البيزلي كانت منتشرةً بكثرة.
كانت الفساتين الصغيرة والفساتين بدون ياقة وفستان الخصر المتدلي لا تزال سائدةً في أوائل السبعينيات، حيث كانت النساء ترتدي الفساتين بلا أكمام فوق قمصانٍ قصيرة أو طويلة الأكمام في الشتاء مع جوارب عالية حتى الركبة.
كما دلت الفساتين ذات الخصر المنخفض والفساتين ذات الأزرار الأمامية على عودة ستايل الزعنفة في عشرينيات القرن الماضي، لكن هذه المرة كانت مصنوعةً من البوليستر السميك و قاسيةً بما يكفي لتحمّل التجاعيد والبقع، حيث كانت المادة المثالية لذلك العصر وذات صلاحيةٍ طويلة الأمد وبألوانٍ جريئةٍ. كانت العديد من الفساتين ذات ياقاتٍ كبيرة الحجم، ولبعضها نقشاتٌ هيبيةٌ بأزهارٍ صفراء وخضراء وبرتقالية أو نقشات بيزلي.
كانت جميع ألوان الطيف موجودةٌ، حيث ألوان الأحجار الكريمة الغامقة في الشتاء والخريف، والباستيل والأبيض في الصيف، كان اللون الأبيض هو السائد في السبعينيات لكل الأزياء من الفساتين إلى القبعات وحقائب اليد إلى الأحذية.
وبحلول عام 1973 أصبحت الفساتين تبدو أشبه بأزياء الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي مع التنانير المستقيمة أو المطوية والقمصان ذات الأزرار، وأخذت معظم الفساتين غير الرسمية الشكل البسيط من قطعةٍ واحدةٍ مع حزامٍ وأكمامٍ واسعةٍ، وتنورةٍ تتحرك أثناء الحركة أو من قطعتين بلوزة وتنورة وحزامٍ وربطة عنق.
جاءت العديد من الفساتين الشتوية بأسلوب القميص بأزرارٍ وأكمامٍ طويلةٍ وحزامٍ مطابقٍ وأربطةٍ للعنق وياقاتٍ كبيرةٍ مطويةٍ، أما في السنوات الأخيرة فخففت الفساتين أكثر من رباط العنق وحزام الخصر كما أن خط الحاشية انخفض بضع بوصاتٍ أسفل الركبة.
كان فستان (الجدة) أو فستان البراري أو الفستان القروي مزيجًا من التواضع الهيبي والإدواردي (ما بعد العصر الفيكتوري) مضافًا إليه لمسة من الفن الفولكلوري. كانت الفساتين (أو التنانير) طويلةً ومكشكشةً بطبعاتٍ مختلفةٍ ومصنوعة من الدانتيل والتطريز.
كانت سراويل النساء في السبعينيات أكثر تنوعًا من العقدين السابقين، حيث كان بعضها مرتفع الخصر بأكمامٍ واسعةٍ مع ثنيةٍ في الأمام بينما كان البعض الآخر يضيق عند الورك مع ساقٍ متوسطةٍ الوسع. كان بعضها ضيقًا على طوله أو ذو أكمامٍ مستقيمةٍ أو فضفاضةٍ جدًا.
وعند معظم النساء، تضمنت الموضة اليومية ارتداء سروالٍ واسعٍ بخصرٍ عالٍ وواسع الساقين من القطن أو البوليستر بألوان الباستيل مع بلوزةٍ طويلةٍ أو بلوزةٍ بأزرارٍ أو قميصٍ منسوجٍ. سادت السراويل البسيطة والمريحة معظم فترة السبعينيات وذلك للأمسيات اليومية والمناسبات، وكانت الألوان متنوعةً، وبحلول نهاية العقد بدأ السروال ذو الثنيات الأمامية يضيق عند الكاحل ممهدًا الطريق لثمانينيات القرن.
أما سروايل Palazzo التي ظهرت من أوائل السبعينيات إلى منتصفها، صُمِمت على نمط سروالٍ واسع الساقين بمزيدٍ من القماش الذي ظهر مثل التنورة، وكان ارتداؤها مناسبًا أكثر أثناء استضافة حفلةٍ منزليةٍ مسائيةٍ، أما ألوانها العادية وطبعات الأزهار الكبيرة فيها أظهرتها بمظهرٍ مثيرٍ وحركي.
أصبح الجينز الأزرق الزي الرسمي للسبعينيات، حيث يمكن ارتداؤه طوال النهار والليل وفي جميع الأوقات، وقد حاول المصممون في البداية حمل النساء على ارتداء أنواع أخرى من السراويل، لكن النساء رفضن التخلي عنها، ولذلك قدم المصممون تصميماتٍ جديدةً كل موسمٍ مما منح النساء ذريعةً لشراء عددٍ قليل من السراويل وإعادة تدوير القديمة.
كان الجينز الأزرق المستخدم أو المبيض مسبقًا في أوائل السبعينيات الزي المفضل على جميع الأزياء، حيث أن إضافة درزاتٍ متباينةٍ ودبابيس وبقعٍ إلى الدنيم كانت طريقةً إبداعيةً لجعله فريدًا من نوعه.
وبحلول أواخر السبعينيات، تحول الجينز إلى الضيق باللون الغامق، حيث أصبح الجينز الملون أكثر انتشارًا في السنوات اللاحقة، كما كانت الأسماء التجارية مثل كالفن كلاين وبيير كاردان وجورداش وغلوريا فاندربيلت منتشرةً في تلك الفترة، فمن كان يرتدي سروال جينز عليه شعار الماركة على الجيب الخلفي دلّ على أنه خبيرٌ في الموضة.
كان الجمبسوت التي يُلبَس خلال النهار مصنوعٌ من البوليستر المزدوج أو القطن أو الجينز مع سحابٍ أو أورار في الأمام وعيه جيوبٌ وياقةٌ كبيرة الحجم، ثم أعادت بذلة الدنيم مع السحاب الأمامي إحياء الأفرول، أما جمبسوت السهرة فكان أنحف في المظهر يُنسق مع بلوزة بلا أكمام أو بلوزة ذات عنقٍ على شكل قلب.
نظرًا لأن عددًا قياسيًا من النساء دخلن ساحة العمل التي شغلها الرجال في الغالب، شعرت النساء بالحاجة لارتداء الملابس المناسبة لتحقيق النجاح مثل السراويل والقمصان والسترات المستوحاة من الملابس الرجالية.
ألهم دور Diane Keaton في المزج بين الجنسين وخزانة ملابسها في فيلم Annie Hall لابتكار مظهرٍ جديدٍ للعمل في المكتب. حينها بدأ عصر البدلات النسائية وانتشر انتشارًا واسعًا في السوق، فارتدت النساء السترات المصممة للرجال فوق سترةٍ بدون أكمام وبلوزة بربطة عنقٍ مع سروالٍ واسعٍ وحذاءٍ طويل بمقدمةٍ مدببةٍ.
بالإضافة إلى القمصان ذات الأزرار المستوحاة من ملابس الرجال، والقبعات الكبيرة، والأحذية المسطحة، والنظارات، أصبح المظهر أسلوبًا جديدًا للمرأة الذكية والعصرية في كل مكان.
جاءت هذه البدلات بألوانٍ غنيةٍ مثل الخمري أو الأخضر الداكن في الشتاء والباستيل أو الأبيض في الصيف، كانت النساء تلطفن مظهر البذلة ببلوزةٍ حريريةٍ وربطة عنقٍ فضفاضةٍ بدلاً من ربطة العنق، كما كانت البلوزة ذات الياقة الكبيرة خيارًا آخر لمحاكاة قمصان الرجال.
كانت السترات في السنوات الأولى لا تُنسق مع البنطال والبلوز بنقشاتٍ جريئةٍ من المربعات والكاروهات، أما مع اقتراب نهاية العقد فقد طابقوا السترة والسروال لتصبح بدلةً رسميةً واحدةً.
كانت التنانير والفساتين الرسمية أحيانًا بديلاً عن السراويل، وكانت مليئةً بطبعات الأزهار الملونة أو مصنوعةً من الحرير الخالص مع خط العنق المنخفضة، وقد وصل طول التنانير إلى أسفل الركبة وبعضها كان واسعًا، وأصبح هذا هو الزي الرسمي للمرأة العاملة.
كانت النساء خارج العمل ترتدين التنانير غير الرسمية بأطوالِ مختلفةٍ من الصغيرة إلى الطويلة حتى الأرض. كانت التنانير المُصغرة عبارةً عن جزءٍ من الستينيات وظل ارتداؤها قائمًا بين المراهقات والشابات حتى عام 1973 حين وصل طول التنانير إلى الأرض لأول مرة منذ مطلع القرن.
كانت أكثر الأطوال والأنماط شيوعًا هي التنانير المستقيمة أو ذات الثنيات وطولها يصل للركبة، وهي واسعةٌ حول الفخذين والساقين، وفي كثيرٍ من الأحيان تمتعت بخصرٍ مطاطي جزئيٍ أو كاملٍ من أجل الراحة، بعضها يحتوي أزرارًا للأسفل، وبعضها لديه أحزمةٌ على الخصر، كانت التنانير من الدنيم الغامق وبطبعات الشيفرون المخططة التي نالت شعبيةً كبيرةً في أواخر السبعينيات.
أصبحت التنانير أطول في نهاية العقد عندما ظهرت التنورة القروية ذات الطول المتوسط مع حركة الهيبيز، وخلقت الطبقات والنقشات المستوحاة من الحياة القبلية والدانتيل الداخلي مظهرًا أكثر بساطةً لعقدٍ متغيرٍ.
حلت التنانير القروية أو الطويلة بديلاً عن اجتياح التنورة القصيرة والمتوسطة للسوق، وقد حوّل العديد من الهيبيين سراويل الجينز الأزرق إلى تنانير عن طريق فتح الدرزات الداخلية للساق وخياطتها معًا، كما صنعوا تنانير من قطعٍ من القماش ومربعات الكروشيه والجلد السويدي والمخمل، فقد كانت إعادة التدوير أساس اللعبة.
كما التنانير، ظهرت السراويل القصيرة النسائية بأطوالٍ متنوعةٍ، كان بعضها قصيرًا جدًا بألوانٍ زاهيةٍ من الساتان أو القطن أو النايلون أو الدنيم أو المخمل، والغريب أن النساء ارتدينها في الشتاء أكثر من الصيف، وقد وصل ارتفاعها عند الخصر إلى مستوى السرة. استقت هذه السراويل أناقتها من الأزياء الأوروبية عندما ارتدوها مع أحذيةٍ طويلةٍ وجوارب طويلةٍ براقةٍ، وجعلتها إضافة سترةٍ طويلةٍٍ ذات طية صدرٍ عريضةٍ أكثر ملاءمةً للعمل.
كانت هذه السراويل رائجةً لمدةٍ قصيرةٍ فقط، حيث بدأت وانتهت في عام 1971، لكنها ظلت شائعةً في حلبة رقص الديسكو وفي ساحات التزلج على الجليد لمعظم العقد.
كان طول بعض الشورتات ينتهي فوق الركبة مباشرة، وبعضها فوق الركبة ببضع بوصات، والسراويل القصيرة كانت أطول من الورك قليلًا، كما أنها صُنعت من القطن والدنيم والبوليستر المطاطي، أما السراويل الرياضية فكانت مصنوعةً من نسيجٍ قطني أو قماش تيري بساقٍ فضفاضةٍ وخصرٍ منخفضٍ.
أخذت بلوزات السبعينيات المظهر المحافظ، بأزرار للأسفل وياقاتٍ كبيرةٍ، أما النقشات فكانت منقطةً أو بيزلي أو مزهرة، مع وجود أربطة العنق الصغيرة في الرقبة، تميزت الأكمام الطويلة بشكل دولمان العريض (واسعة تحت الإبط) أو أو أخذت شكل البالون.
أصبحت أسعار البلوزات الحريرية أخيرًا معقولةً أكثر مما كانت عليه قبل الحرب العالمية الثانية، حيث ارتدت بعض النساء هذه الألياف الطبيعية وبعضهن ارتدين أقمشةً صناعيةً تُشبه الحرير لكنها كانت تزيد من حرارة الجسم عند ارتدائها.
كانت البلوزات المثيرة ذات قبةٍ على شكل حرف V منخفضٍ للغاية، إضافةً لذلك، كانت البلوزات المستوحاة من البراري أو الحياة القروية أو الهبيّة اتجاهًا جميلًا في أوائل السبعينيات، حيث كان لبعضها أطواقًا كبيرةً أو متوسطةً وكشكشةً وربطات عنقٍ وإدخالاتٍ من الدانتيل، بألوان الباستيل أو بيضاء أو فيها أزهار صغيرة.
كانت قمصان التونيك هي أفضل قمصان النساء وذلك لراحتها، وقد عَمِلَ طولها عملًا رائعًا في إخفاء عيوب الجسم كضخامة الوركين أو ظهور البطن، وقد كانت تتناسق جيدًا مع سروال الجينز أو التنورة ذات الثنيات.
كان القميص الصيفي مثاليًا لأنه مصنوعٌ من القطن، أو الجيرسيه غير اللامع أو البوليستر المطبوع، وأتى كلٌ منهما مع حزامٍ مربوطٍ مطابقٍ لإبراز الخصر دون التعرض لضغط الحزام الجلدي.
كانت القمصان التي تحتوي نقشاتٍ كما أن القمصان ذات الأزرار من الملابس المفضلة في فصل الصيف، حيث كانت النساء ترتديها مع سراويل عالية الخصر وواسعةٍ أو شورتات قصيرة، كانت قمصان بولو بسحابٍ أو بأزرارٍ وتُغلق حتى الأعلى أو يمكن أن تُترك مفتوحةٌ على شكل V صغير بياقاتٍ مستقيمةٍ.
كانت التيشرتات ضيقةً وقصيرةً، ومصنوعة من الجيرسي أو القطن وبينما حلت البلوزات ذات الياقة المدورة محل التيشرتات ذات المظهر الصبياني.
أصبحت التيشرتات العرقية مثل الفلاحية المكسيكية والهندية الجلابيات المطرزة والتطريزات الشعبية لأوروبا الشرقية جزءًا من خزانة ملابس الهيبيز.
كما كانت السترات خيارًا رئيسيًا لارتداء الطبقات طوال السبعينيات، فمنها سترات (الكارديجان) الصوفية الطويلة التي كانت تُغطي البلوز والسراويل، وهي إما مفتوحةٌ أو مغلقةٌ بالأزرار أو بحزام.
أضافت السترات الصوفية المحبوكة طبقةً من الدفء دون ارتداء السترة الثقيلة فوقها، ومنها ما صُنع من جلد الغزال أو الفرو الصناعي أو الجينز أو الكروشيه، وقد كانت ملابس الجميع تقريبًا بحاجة إلى ستراتٍ كهذه بلا أكمام.
كانت هذه الكنزات امتدادًا للستينيات، وهي ذات صدرٍ فضفاضٍ وخصرٍ عريضٍ بشكلٍ ملائمٍ، كما كانت الصوفية المحبوكة منها شائعةً بشكلٍ خاص في السبعينيات، ورُبط العديد منها بحزامٍ على الخصر.
انتشرت معاطف النساء وعليها نقشات الكاروهات الكبيرة بستايل المعطف الواقي من المطر (الترينش) بطول الركبة أو أطول، وبقي معطف الترينش والمعطف الذي يُربط عند الخصر wrap coat مستوليًا على الموضة معظم العقد ولكن بألوان الباستيل واللون العاجي الفاتح.
كما ظهر قماش التويد الثقيل وقماش النجود في بداية ونهاية العقد أيضًا، أما أطوال المعاطف فكانت قصيرةً، كما كان الجاكيت الجلدي متوسط الطول من القطع المفضلة والعصرية بالإضافة إلى معطف تيدي teddy coat وهو معطفٌ يأخذ شكل نصف مربع من الفرو الصناعي، واستمرت موضة المعطف المطري البلاستيكي مع مظلاتٍ مطابقةٍ له بألوانٍ زاهيةٍ أو بلاستيك شفاف في ذلك العقد أيضًا.
عادت العديد من معاطف السبعينيات إلى الموضة عام 2018-2019 مثل المعاطف الطويلة من الجلد المدبوغ (السويد شامواه) مع قصاتٍ من الفرو وسترات الجينز المبطنة على شكل معطف الشيرلينغ ومعاطف تيدي ومعاطف مطرزة وكلها جزءٌ من إحياء الهيبيز. هناك أيضًا العديد من المعاطف الطويلة ذات الطراز العتيق بألوانٍ ترابيةٍ غنيةٍ تعود إلى الظهور هذا العام.
كان ارتداء ملابس الركض jogging مع أحذية التنس شيئًا تفعله النساء بغض النظر عن قدرتهن الرياضية مثل انتشار ظاهرة ملابس اليوغا اليوم، وقد كن يرتدينها في جميع ساعات النهار أو الليل وكيفما كانت أشكال أجسامهن وأحجامهن، ويمكن قول الشيء نفسه عن ملابس الرقص.
شقت ملابس الرقص طريقها إلى أرض الديسكو في أواخر السبعينيات، مثل ملابس رقص الباليه والجمبسوت من الجيرسي jersey jumpsuits والليوتارد ذات القماش اللماع بلمعة المعدن metallic leotards حتى وصلت إلى الثمانينيات.
ظهرت أنواع المايوه مثل البيكيني ذو الربطة الأمامية مع سراويل الصبي boy shorts وخطوط العنق الأمامية المتدلية، أما المايوهات المحتشمة مثل ثوب السباحة swimdress فكانت موضع ترحيبٍ من قِبل النساء الناضجات.
ومن النقشات التي انتشرت كانت المطبوعات المستوحاة من القبائل والنقشات الهندسية، أما الألوان فكانت من ألوان قوس قزح والألوان الترابية.
على الرغم من الاتجاه السائد لدى النساء في تخفيف ارتداء حمالات الصدر إلا أن سوق الملابس الداخلية الفاخرة كان كثيفًا ومثيرًا، حيث كانت التصميمات خفيفةً ومتجددةً ومصنوعةً من الحرير أو النايلون الذي يشبه الحرير المزين بالدانتيل.
كانت حمالات الصدر والسراويل الداخلية جميلةً جدًا لدرجة أنه بدا من الخطأ تغطيتها، حتى سراويل القطن العملية وحمالات الصدر كانت جميلةً بقصاتها من الدانتيل.
اختارت معظم النساء اللواتي لم يرغبن بارتداء حمالات الصدر امتلاكها على أي حال، ولذلك صُممت لتكون بسيطةً وغير بارزةٍ بقليلٍ من القماش حيث أصبحت حمالات الصدر البارزة شيئًا من الماضي.
كانت موضة أوائل السبعينيات للأحذية مكتنزة الكعب، وقد شوهدت هذه الأحذية لأول مرة في أواخر الثلاثينيات، لكنها عادت للظهور في السبعينيات كنوعٍ من الحنين إلى الماضي.
كان الكعب في البداية عبارةً عن نعلٍ متواضعٍ بقياس 1 بوصة مشابه لأحذية أواخر الأربعينيات، ولكن سرعان ما كبُر النعل إلى 2 أو 3 بوصات بكعب 5 بوصات، وقد وجد الكعب المكتنز طريقه إلى أحذية أوكسفورد والصنادل والجزمات.
ابتكر المصممون أحذيةً مكتنزة الكعب مخصصةً لكل فرد، حيث زينوها بالأزرار والأحجار، وتميزت التصاميم السائدة بأعمال الترقيع أو التطريز أو الجلد أو فن الطلاء، أما الألوان فكانت فاقعةً من ألوان الفواكه مثل الخوخي والأصفر والفستقي، وكانت تُظهِر تضادًا مع الزي ذي اللون المحايد.
كانت القباقيب منتشرةً بين العمال في السويد وهولندا، وكانت ثقيلةً وضخمةً ولكن يسهل ارتداؤها وخلعها، ومناسبةً للجنسين، ومريحة. تميزت عادةً بنعالٍ خشبيةٍ وحزامٍ جلدي، فأصبح الصندل ذو النعل الخشبي في الصيف مكملاً للفساتين ذات نقشة الأزهار.
قدمت الأحذية ذات الكعب المربع السميك كعبًا صلبًا ولكنه قويٌ، و كانت الألوان بيضاء أو بنية أو صفراء أو حمراء مع حدٍ أدنى من الديكور، تأثروا بشدة بالأحذية الرجالية في الستينيات.
أما أحذية الرقص الكلاسيكية من العشرينات والستينيات فقد أعادت النساء إلى الكعب الأنيق في منتصف السبعينيات، حيث وُجِدت الأحزمة المتقاطعة والأشرطة على الكاحل فوق كعبٍ رفيعٍ لكنه متين، وكانت هذه الأحذية تحظى بشعبيةٍ كبيرةٍ خاصةً في السهرة وأثناء الرقص، كما كانت طبعات جلد الثعبان جزءًا من كل مجموعةٍ من مصممي الأحذية ذات الكعب العالي.
لنأتي إلى الجزمات وخاصةً ذات الأربطة العالية تلك المصنوعة من القماش أو الجلد، كانت تتماشى جيدًا مع الفساتين القروية الطويلة، ثم دخلت أحذية رعاة البقر الموضة في أمريكا في السبعينات.
كان وجه الدمية المبالغ فيه والوجه المطلي بالمكياج شيئًا من الماضي عندما سيطر مظهر الهيبي الطبيعي، فلم يكن هناك مكياجٌ، ولكن كانت النساء تفضلن وضع القليل من ملمع الشفاه لمنع تشققها وإضافة لمسة من اللمعان.
استخدموا ظلال عيونٍ متلألئةٍ على الجفون مع ماسكارا سوداء أو بنية اللون على الرموش العلوية والسفلية، كانت ألوان الظل من الأزرق الفاتح والبني والأرجواني والأخضر، ومن أجل السهرات المسائية كان تطبيق ثلاث طبقاتٍ على الجفن بألوان الباستيل الثقيلة كافيًا، أما الحواجب فقد كانت مصقولةً وممشطةً بماسكارا شفافة.
أما بالنسبة للبشرة فقد استخدموا كريم أساس سائل خفيف أو بودرة مع بعض اللمعان لإضافة مظهرٍ صحي، وكانت تُعطي المساحيق البرونزية إشراقةً على كامل الوجه، وعلى الخدود استخدموا أحمر خدودٍ توتي على الخد يُطبق على شكل حرف L (من الأعلى إلى الأسفل، ومن الخارج إلى الداخل).
ووضعوا ملمع شفاهٍ شفاف أو أحمر شفاهٍ وردي فاتح أو خوخي فاتح أو عاجي، كان شكل الشفاه المثالي رفيعًا في الشفة العليا وممتلئًا في السفلى قليلاً.
استخدموا ظلال عيونٍ متلألئةٍ باللون الرمادي أو البني أثناء النهار أو الأزرق والأخضر في المساء، وكانت الحواجب مصقولةً ومشذبةً على شكل قوسٍ رفيع، وللرموش استخدموا ماسكارا سوداء ثقيلة في الأعلى والأسفل مع محدد العيون.
انتشر كريم الأساس السائل أو البودرة مع بعض اللمعان الذي يضيف توهجًا صحيًا، وكان أحمر الخدود من الجل يُطبق على الجزء الخارجي للخد على شكل L (مرتفع إلى منخفض، من الخارج إلى الداخل).
كان أحمر الشفاه باللون الوردي الشاحب البلوري مناسبٌ لإطلالةٍ عصريةٍ، وملمع الشفاه لإطلالة طبيعية، وأحمر الشفاه اللامع أو غير لامع (مات/ matte) بلون التوت البري أو توت العليق أو الخوخ لمعظم العقد.
جاءت تسريحات الشعر من بعض الإطلالات المستوحاة من الممثلات والرياضيات المشهورات:
رغبت الكثير من المراهقات والشابات بشعرٍ طويلٍ أملس مثل مارشا برادي Marsha Brady الذي يمكن تسريحه في الصالون أو تسويته حرفيًا في المنزل بمكواة الملابس.
الأفرو المجعد الطبيعي هو عكس تسريحة الشعر الأملس، كانت تفضله أي امرأةٍ بشعرٍ ناعمٍ ومجعدٍ قليلًا ليس فقط من قِبل الأمريكيين من أصل أفريقي، فقد حرّر المظهر الطبيعي المرأة من تمليس الشعر في الصالونات وتصفيفه، وتمكنت جميع النساء من ترك شعرهن طبيعيًا في السبعينيات وإن كان من أي نوع.
لم تكن مجرد موضة من الثمانينيات، فقد ظهرت في السبعينيات للنساء والرجال، خلق الشعر متوسط الطول من الخلف مع الغرة القصيرة والواسعة من الأمام تصفيفة الشعر الأيقونية، إنها قبيحةٌ لكنها بدت عصريةً في ذلك الوقت.
كان الشعر الفوضوي الأشعث Shag تصفيفةً شائعةً جدًا، ظهرت في جميع طبقات الشعر المجعد أو المموج. ساعد مجفف الشعر (أحدث اختراع حينها) في جعل الطبقات تتجه إلى الخارج لتزيد من حجم الشعر، كانت هذه التصفيفة للشعر القصير أو الطويل، ولم تعود العديد من النساء اللواتي قصوا شعرهن في السبعينيات إلى الشعر الطويل في العقود التالية.
عادت تسريحة flapper bob من العشرينيات إلى السبعينيات وبقيت طوال العقد، كان طول الشعر القصير لحدّ الذقن مثاليًا للشعر الأملس على الوجه الضيق، أما الشعر المجعد فعادةً ما يكون أطول قليلاً.
فرح فوسيت Farrah Fawcett أيقونة الجمال التي تطلعت إليها كل امرأة صففت شعرها بتسريحة جديدة تجعل الشعر ناعمًا يشبه الريش، أُطلق عليها أيضًا اسم Farrah Flick أو Flip وهي عبارةٌ عن طبقات واسعة تتجه أطرافها بعيدًا عن الوجه، كانت أخف من تسريحة shag ولكنها بدت كثيفةً ومفعمةً بالحيوية عند الجري في الشوارع لمطاردة الأشرار في فيلم ملائكة تشارلي.
تسريحة شعرٍ متوسطة الطول بنهاياتٍ تلتف باتجاه العنق، وكانت أحيانًا قصيرةً بحيث يتدلى الشعر لحد الذقن مع غرةٍ أماميةٍ وأحيانًا أطراف مجعدة.
بينما كانت القبعات تخرج من الموضة ببطء في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، ارتدتها العديد من الشابات في السبعينيات، حيث كانت القبعة المرنة ذات الحواف العريضة هي الأكثر شهرةً في هذا العقد، وهي تتماشى جيدًا مع الفساتين القروية، خاصةً المصنوعة من الشبك الأبيض في الصيف أو من الجلد المدبوغ البني أو التصميمات المصنوعة يدويًا مع ملابس الهبي.
استمرت القبعة ذات الحافة العريضة في الظهور بشكلٍ منتظمٍ في السبعينيات في جميع أنواع ألوان اللباد مع أشرطةٍ عريضةٍ، كما كانت قبعة الدلو bucket hat غير الرسمية ذات الحافة المطوية أو بدونها عنصرًا أساسيًا في الصيف، وقبعة البيسبول التي تحمي من الشمس مفضلةٌ للرياضيين أيضًا.
كانت عصابات الرأس إكسسوارات شعرٍ شائعةً بين الهيبيز، حيث كانت الشرائط للجبهة من الجلد السويدي المزين بالخرز والضفائر والريش والزهور تتماشى مع الأجواء الترابية.
استمر ظهور الوشاح المربوط حول الرقبة أو حول الرأس مثل منديلٍ من الستينيات، كانت الأوشحة الشتوية السميكة تُلف على الكتفين، في حين كان يُربَط وشاح الربيع الخفيف من كتفٍ واحٍد ويُثبت عند الخصر لإطلالةٍ عصريةٍ للغاية.
كما كانت تُباع معظم الملابس مع حزامٍ من القماش ذاته أو حزامٍ مربوط، وكان لدى معظم النساء أيضًا أحزمةً عريضةً بحلقاتٍ لإضافتها فوق السترة أو القميص الطويل، وشهدت السنوات الأولى الأحزمة البلاستيكية والمطاطية الملونة بألوان قوس قزح، وخاصةً بين المراهقين.
كانت حقيبة الجسم مكرامية macrame body bag هي النمط الجديد للحقائب في السبعينيات، حيث كان ارتداء حقيبةٍ بشكلٍ مستطيلٍ أو دائري منسوج بلون العاج وبحزام كتفٍ طويلٍ إحدى ضرورات الصيف، وكانت حقائب bobo bag وحقيبة باوتش pouch bag وحقيبة السرج saddle bag والحقيبة المدرسية satchel bag كبيرة بما يكفي لحمل أي شيءٍ وكل شيء بداخلها.
فضلت النساء الجلد البني الترابي أو الجلد المدبوغ الأزرق أو المطبوعات المزخرفة أو الفينيل الأخضر في الشتاء. كانت تبدو الحقائب مصنوعةً يدويًا رغم أنها من الأسواق، انتقلت النساء الناضجات إلى حمل حقائب يدٍ مبطنةٍ بمقابض دائرية لأسلوبٍ عصري ومتبدل، أما في المساء فكن يحملن حقيبة كلاتش clutch bag مستطيلة مع حزامٍ لمعصم اليد أو حقيبة ذات إطارٍ شبكي أو مطرز بالخرز أو الترتر.
كان يرتدي الرجال والنساء نظاراتٍ شمسيةً كبيرةً مربعةً ومستديرةً، أما الألوان فكانت من الرمادي الدخاني أو الكهرماني أو البني، وكانت إطارات نظارات النساء بلاستيكية بألوانٍ طبيعية، وفضل الهيبيون والموسيقيون النظارات الشمسية المستديرة صغيرة الحجم، وجاءت العدسات بألوان قوس قزح.
عاد ظهور مجوهرات العشرينيات بطبقاتٍ من اللؤلؤ الطويل والخرز الملون، كما عادت أحجار rhinestones المسائية وقلادات المريلة والأقراط على شكل الثريا المتدلية والأساور الخزفية وقلائد سلاسل الأفعى الذهبية من عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي. استمرت مجوهرات الستينيات الحديثة أيضًا بالأطواق المستديرة وأقراط art deco button والأساور الذهبية الرفيعة، وكان الذهب شائعًا بشكلٍ خاص طوال العقد من الأقراط الحلقية الذهبية وأقراط الأزرار الذهبية إلى سلاسل الذهب.
فضل الهيبيون المجوهرات الكبيرة المصنوعة من العظام (العاج الزائف) والخشب والجلد المدبوغ، وبعضها نُحت بعلامات السلام، وغالبًا ما صنع المراهقون أساور صداقة ملونة لمشاركتها بين بعضهم، كانوا يرتدون أيضًا خواتم المزاج وهي أحجار كريمة ملونة تتغير مع درجة حرارة الجسم، وعندما ارتدى ديفيد كاسيدي قلادةً من صدفة البوكا، قلده الجميع.
كانت هذه نظرةً عامة على الموضة في السبعينيات، والتي كانت متنوعةً وكبيرةً سواءً في الملابس أو الأحذية أو الاكسسوارات، حيث أنها جمعت بين العديد من الأذواق المختلفة وموضات العقود السابقة واللاحقة، ولم يكن هناك نوعٌ واحدٌ سائدًا.